جدد حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن التأكيد على رغبته في تحقيق مصالحة شاملة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية التي تبدأ مع انتخاب نائب الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً للبلاد خلفاً للرئيس علي عبدالله صالح، الذي وصل إلى الولاياتالمتحدة للعلاج. النبرة التصالحية لحزب المؤتمر جاءت على لسان أمينه العام المساعد الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وتنذر ب "شتاء ساخن" لحزب المؤتمر، حيث يتوقع مراقبون أن يكون أول ضحية لخروج صالح من السلطة، بعد أن وطّن قادة الحزب أنفسهم على تقبل فكرة خروج الحزب إلى المعارضة بعد الانتخابات التشريعية في الفترة الانتقالية الثانية الممتدة لعامين. وكان صالح أقر بنفسه بتحول حزبه إلى المعارضة، وقال إنه سيقوده بنفسه بعد عودته إلى البلاد، إلا أن مراقبين يرون استحالة الأمر وأن حزب المؤتمر سيبدأ بالانهيار التدريجي بعد أن يفقد قوته التي كان يمتلكها بوجود الرئيس وانعدام قدرته على التحكم بالمال والإعلام والجيش والأمن، وهي مصادر كان يحركها لمصلحته خلال وجود صالح في الحكم. من جهة ثانية واصل شباب ساحات التغيير في صنعاء وتعز والضالع تظاهراتهم ضد إقرار قانون الحصانة للرئيس صالح، وأكدوا أن تظاهراتهم ستستمر لحين إسقاط النظام بالكامل ومحاكمة رموزه كافة بمن فيهم صالح نفسه. كما واصل ضباط وأفراد القوات الجوية اعتصامهم أمس أمام منزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي للمطالبة بإقالة محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية، الأخ غير الشقيق للرئيس صالح، وسط انتفاضة مؤيدة لهم في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، جنوب البلاد. وينظر إلى الأحمر بأنه وراء عمليات القصف الجوي التي يقوم به سلاح الجو لاستهداف المواطنين في منطقة أرحب ونهم، شمال صنعاء منذ عدة أشهر. من جهة أخرى، قتل خمسة من عناصر تنظيم القاعدة، بينهم سعودي من أصل يمني، في مواجهات مسلحة مع الجيش في ضواحي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية، حسبما ذكرت مصادر محلية أمس. وأكدت المصادر أن اشتباكات وقعت أمس شمال المدينة، وأدت إلى مقتل أحد أعضاء القاعدة وإصابة ثلاثة آخرين نقلوا لمدينة جعار المجاورة. وأفادت المصادر أيضا أن قوات الجيش تصدت مساء أول من أمس لهجوم شنه التنظيم على ثكنة عسكرية شمال شرق زنجبار ما أسفر عن مقتل أربعة من القاعدة بينهم سعودي من أصل يمني.