مع دخول إجازة منتصف العام، تشهد حركة إيجار الشقق المفروشة في المنطقة الغربية حركة كثيفة، إذ تستغل الكثير من العائلات في المملكة الفرصة لقضاء الإجازة في الديار المقدسة بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، إلى جانب جدة، التي تعد البداية المفضلة بالنسبة للكثير، والتي تشهد حاليا مهرجان "هيا جدة" لأول مرة بفعالياته التسويقية والترفيهية المميزة. ولكن ذلك الموسم، الذي يشهد نسب إشغال عالية من المتوقع أن تصل إلى 60%-70% في مكةالمكرمة و80%-90% في المدينةالمنورة، حمل معه ارتفاعا في أسعار الوحدات السكنية المفروشة، مما استدعى الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تشديد دورها الرقابي. من جانبه، أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكةالمكرمة محمد العمري أن الهيئة شددت على ملاك الشقق المفروشة وأصحاب الدور الإيوائية بالالتزام بالقيمة السعرية للوحدات السكنية حسب تصنيفها، لافتا إلى أن فرقاً ميدانية تعمل على مدار الساعة لرصد أي مخالفات تعرقل السائحين و زوار مدينة جدة في الحصول على أماكن استجمام لعوائلهم. وأفاد بوضع عقوبات مالية وتحذيرية للمخالفين تنتهي بالإغلاق مع تكرار المخالفة، مشيرا إلى أن من بين المخالفات عدم وضع قائمة الأسعار في مكان ظاهر في الاستقبال والغرف ومكاتب الإدارة باللغتين العربية والإنجليزية أو الفرنسية، وعدم وضع لوحة تبين عدد الغرف في المنشأة في مكان واضح للنزلاء وعدم إخطار الهيئة بتغيير اسم المنشأة. من جهته، يرى أبو فيصل (زائر من تبوك) بأن الاستغلال بدا ملحوظاً بوجود فارق كبير ومرتفع في سعر الشقق، مشيرا إلى أن الشقة التي استأجرها العام الماضي بقيمة 600 ريال ارتفعت لتصل إلى 1300 ريال. من جهته، برر مدير إحدى الشقق محمد العلي ارتفاع الإيجارات بسد العجز الذي خلفته فترات الركود، مشيراً إلى أن الملاك يضغطون لكسب الأرباح وتعويضها خلال موسم الإجازات والتي ترتفع فيها نسبة الإشغال إلى 100%. وفي مكةالمكرمة، ارتفعت معدلات التشغيل بالفنادق والوحدات السكنية بالمنطقة المركزية للحرم الشريف إلى 60%-70%، فيما وصلت معدلات تشغيلها خارج المنطقة المركزية إلى 35% مع بدء إجازة الربيع، وقدوم أعداد كبيرة من معتمري الداخل من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، والذين حرصوا على قضاء جزء من هذه الإجازة القصيرة في رحاب الحرم الشريف إضافة إلى قدوم أعداد من معتمري دول مجلس التعاون الخليجي. واستبعد رئيس لجنة السياحة والفنادق بغرفة مكةالمكرمة وليد أبو سبعة حدوث زيادة كبيرة في الأسعار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، متوقعاً أن تتراوح نسبة التشغيل في الفنادق بالمنطقة المركزية بين 60-70% لقربها من الحرم الشريف، مشيراً إلى أن الأسعار تختلف بحسب مستوى التصنيف والإطلالة المباشرة على الحرم الشريف، ففي فنادق الخمس نجوم تتراوح أسعار الغرف غير المطلة على الحرم بين 600-900 ريال، والغرف المطلة بين 900-1100 ريال لليلة. وبين مدير مكتب هيئة السياحة والآثار بمكةالمكرمة عبدالله الصواط أنه يوجد بالعاصمة المقدسة 488 فندقاً، منها 185 فندقاً مصنفاً، والأخرى جار تصنيفها، مشيراً إلى وجود لجنتين ستبدآن اعتباراً من يوم غد السبت بجولات ميدانية على كافة الفنادق والوحدات السكنية، الأولى معنية بمتابعة الأسعار والالتزام بها والأخرى معنية بإغلاق الفنادق والوحدات غير المرخصة. وأوضح المستثمرون سامي المطرفي وعدنان حافظ وعبدالله الهذلي أن معدلات التشغيل في الفنادق تحسنت بشكل جيد ووصلت إلى 70% في بعض الفنادق مع قدوم معتمري الداخل. وفي المدينةالمنورة، بلغت حجوزات الفنادق والشقق المفروشة مع دخول أسبوع الإجازة الدراسية نسبة 90% بحسب تأكيدات عدد من مديري تلك الفنادق. وأكد مدير فندق القصر الأخضر بالمدينةالمنورة عطية المليجي أن الأسبوع القادم ،الذي سيوافق بداية إجازة لطلاب المدارس والمعلمين، سيصل بنسبة الإشغال في الفندق بين 80%-90% بسبب توافد عدد كبير من السعوديين ومواطني دول الخليج , مشيرا إلى أن الأسبوع الذي يلي أسبوع الإجازة والذي يوافق بالتحديد دخول شهر فبراير سيشهد ارتفاع نسبة الإشغال نظراً لكثافة قدوم المعتمرين من الجنسيات التركية والمصرية والآسيوية والمغربية. ويقول نائب مدير فندق أبروي بالمدينةالمنورة مروان حفظي بأن إشغال الفندق سيتراوح بين85%-90% خلال أسبوع الإجازة, مؤكداً أن الإجازة الحالية في دول الخليج ساهمت في الوصول إلى هذه النسبة. وأوضح عبدالرحمن الباشا مدير أحد الفنادق بشركة الأنصار للفنادق أن الفنادق التي تحتوي نظام الشقق المفروشة بالشركة تتعدى فيها نسبة الإشغال 95%.