رغم خضوعها حاليا لأكبر عملية تجميل تطال جميع أجزائها، ورغم علامات مشرط جراح "تجميل المدن" في مختلف اتجاهاتها، إلا أن بريق جدة "الشتوي" ودفأها ما زال يستهوي قلوب زائريها، الذين يتوقون لها ويتحينون الفرص لرؤيتها، فتبادلهم هي ودا وترحيبا. وبدا عشق السياح للعروس جليا في شوارعها التي ازدحمت فور بدء إجازة منتصف العام الدراسي، حيث أقبل المصطافون إليها من كل حدب وصوب، ووصلت نسبة الإشغال للشقق المفروشة فيها إلى 100%، تزامنا مع توقعات الرئاسة العامة للأرصاد الجوية بقدوم موجة هوائية باردة تؤثر على جميع مناطق المملكة ابتداء من مساء اليوم وحتى الثلاثاء المقبل، مما زاد من حجم الإقبال على هذه المدينة، التي عرفها محبوها ب"الدفء" والاعتدال. وتزامن مع هذا الإقبال انطلاق أكبر مهرجان تسوق على مستوى المملكة بشعار "هيا جدة" ليزيد لبهائها وجمالها نضارة تأخذ بألباب محبيها، فلربما الذكريات التي يحتفظ بها زوارها دفتعهم نحو القدوم إليها مرات ومرات، فمن سار على شواطئها وشم عبق التاريخ في مبانيها، حتما سيعود إليها ولو بعد حين، فجدة غير بالنسبة لأهلها وعاشقيها من محيطها الجغرافي أو حتى خارجه. حمدان المالكي المهندس بإحدى القطاعات الحكومية مقبل من ربوع الوسطى "الرياض"، ويلخص عشق المصطافين لجدة في سياق حديثه إلى "الوطن" بأن جدة أجمل، رغم كل ما تشهده من مشاريع كبيرة تضايق الزوار وتخنق الشوارع، فهي مدينة الدفء والتسوق.