أصبح وجود المرشد الصحي بمدارس التعليم العام من أكثر الملفات إلحاحا على طاولة التربويين وأولياء أمور الطلاب نظرا للأهمية القصوى لوجود عيادة صحية داخل المدارس، خصوصا مع تزايد الأمراض المزمنة، وفقا لما كشفته عدد من بيانات حالات مرضية تتوفر في جميع المدارس كالسكر وفقر الدم والأنيميا والصرع والحمل عند المتزوجات من البنات وغيرها من الأمراض، إضافة إلى الإصابات المفاجئة التي قد تحصل للطلاب أو الطالبات بسبب احتكاك في حصة التربية الرياضية أو حادث عرضي مفاجئ. مدير الصحة المدرسية بتعليم المدينةالمنورة الدكتور صلاح أبا الخيل أكد ل"الوطن" على أهمية وجود المرشد الصحي داخل المدرسة، مشيرا إلى أن وجوده يمثل خط أمان بعد الله لمنع انتشار الأمراض المعدية، مضيفا أن دور المرشدين الصحيين يتجاوز مسألة المتابعة للحالة المرضية إلى متابعة برادات المياه، ونظافة الخزانات والفلاتر داخل المدرسة، وأخذ عينات من المياه وفحصها والتأكد من سلامتها، ومتابعة المقصف المدرسي والبيئة المدرسية، وتقديم الدورات والتوعية الصحية للطلاب. وبين أبا الخيل أن أعباء مدير المدرسة كثيرة، ولا بد من وجود معلم مفرغ كمرشد صحي ليتابع هذه الأمور. وقال إن لدى الصحة المدرسية نحو 32 برنامجا ودورات في التربية الصحية والتثقيف الصحي، ولكن بسبب عدم وجود مرشد صحي مفرغ يصعب تطبيق هذه الدورات والبرامج. إلى ذلك، أوضح ولي أمر أحد الطلاب خالد الحربي أن ابنه يعاني من نوبات صرع تأتيه بين فترة وأخرى، مبينا أنه يعيش في قلق كبير منذ ذهاب ابنه إلى المدرسة وحتى عودته خوفا من معاودة نوبة الصرع خلال وجوده في المدرسة، مطالبا وزارة التربية والتعليم باعتماد وظيفة المرشد الصحي داخل المدارس لمتابعة الحالات المرضية المزمنة كحالة ابنه. أما سليمان الصاعدي، ولي أمر أحد طلاب التعليم العام، فدعا إلى إيجاد مرشد صحي مفرغ داخل المدارس لمتابعة الحالات الصحية للطلاب والطالبات والحوادث والإصابات المفاجئة، وتوضيح وسائل السلامة، إضافة إلى إقامة دورات صحية للطلاب وتوعيتهم بشكل مستمر عن المخاطر الصحية والملوثات وطريقة التغذية الصحيحة. من جهتها، تعتبر المعلمة زينب نور وجود مرشدات صحيات في مدارس البنات أمر في غاية الأهمية خصوصا في المرحلة الثانوية نظرا لاحتياج بعض الطالبات المتزوجات إلى رعاية خاصة، ومتابعة في فترة الحمل عند تواجدهن داخل المدرسة. ويذكر محضر المختبر سيف الحازمي الذي يعمل في إحدى المدارس، أن المختبر المدرسي مليء بالمواد الخطرة والحارقة والتي قد ينتج من بعضها تصاعد الأبخرة، مؤكدا أهمية وجود مرشد صحي يتابع أي إصابة تحدث. وفي ذات السياق، أكد معلم الفيزياء بثانوية الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة سلطان السريحي، والمكلف بعمل المرشد الصحي بنفس المدرسة، أنه حصل على دورة إسعافات أولية نفذتها إدارة التربية بالمدينةالمنورة بالتعاون مع الهلال الأحمر، مشيرا إلى أن عدم التفرغ يبقى عائقا كبيرا أمامه، حيث إنه يستغل فترة الخمس دقائق بين الحصص للتواجد في المقر بسبب ارتفاع نصابه في المدرسة والبالغ 20 حصة أسبوعيا.