عادت أودية الرياض إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة بتحذير أطلقه خبير سعودي، لفت فيه إلى إمكانية تضرر أحياء من العاصمة إذا ما عادت الأمطار الغزيرة إليها، بسبب عدم تأهيل بعض أودية المدينة. إلا أن هذا التحذير سرعان ما قابلته تطمينات رسمية من وزارة الشؤون البلدية والقروية، التي أشار مندوبوها في اجتماع لهم في الشورى أعلن عن تفاصيله أمس، إلى عدم وجود مخاطر تذكر من وادي حنيفة وحوض وادي السلي، على سكان العاصمة. وحذر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عبدالعزيز الشمري بشكل واضح في تصريح إلى "الوطن"، من تحوّل أحياء في مدينة الرياض إلى بحيرات إذا ما عادت الأمطار الغزيرة كتلك التي هطلت قبل أعوام، خصوصا أن معظم الرسومات والمخططات السكنية الحديثة طرحت وتم تنفيذها بعد الأمطار الكثيفة آنذاك، بسبب عدم تأهيل بعض الأودية. غير أن مصدرا في أمانة منطقة الرياض، أكد أنه منذ سنوات عدة بات "يستحيل إنشاء أي مخطط سكني دون دراسة للسيول، وأن مخططات عديدة تم توقيفها لمخالفتها". وأوضح المصدر أن "ثمة توجهات جديدة تسرّ سكان المنطقة تتعلق بشبكات تصريف السيول واعتمادات مالية في لمساتها الأخيرة ستصدر بعد أيام". ------------------------------------------------------------------------ في الوقت الذي حذر فيه باحث فلكي من تحوّل مدينة الرياض إلى بحيرات إذا ما عادت الأمطار الغزيرة إليها، علقت أمانة منطقة الرياض على تلك المخاوف بجملة: "لا نستطيع أن نصنع مدينة بدون أودية"، كاشفة عن تربع منشآت حكومية على تلك الأودية، وعن قرب اعتماد موازنة مالية لشبكة تصريف السيول بالرياض. وزادت الأمانة في تعليقها على تلك المخاوف بالقول: "أين قطعة الأرض التي ليس حولها أودية؟ فكل مكان فيه واد ومنطقة مرتفعة وأخرى منخفضة. وهذه طبيعة الأرض وجغرافيتها". ومن جانبه، حذر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، عبد العزيز الشمري في تصريح إلى "الوطن"، من تحوّل مدينة الرياض إلى بحيرات إذا ما عادت الأمطار الغزيرة، مثل تلك التي هطلت قبل أعوام، خصوصا أن معظم الرسومات والمخططات السكنية الحديثة طرحت وتم تنفيذها بعد الأمطار الكثيفة آنذاك، مبينا أن الرياض تتربع على أودية، خصوصا طريق مخرج 13 وطريق الملك عبدالله وطريق الملك عبدالعزيز. وأشار الشمري إلى أهمية الرجوع إلى هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لطلب المشورة قبل الشروع في المخططات السكنية. وأضاف الشمري أن وادي لبن الذي تم إغلاقه ويتربع عليه حجز السيارات يشكل مكمن خطر مع هطول الأمطار، وقد يصل ارتفاع المنسوب إلى ثلاثة أمتار. وتابع أن الإشكالية تطال أيضاً حي أم الحمام القريب من منطقة الصناعية. وحول المخاوف من عودة كوارث السيول إلى مدينة الرياض، أوضح الشمري أن وادي السلي قد يشكل خطرا من السيول، كونه مسطح غير واضح المعالم ويحد المدينة من الجهة الشرقية ويشق العاصمة من مطار الملك خالد الدولي شمالا إلى خشم العان جنوبا، ويبلغ طوله تقريبا 100 كلم وعرضه قد يصل إلى 30 كلم. إلى ذلك، أوضح مصدر بأمانة منطقة الرياض، أن ثمة توجهات جديدة تسرّ سكان المنطقة تتعلق بشبكات تصريف السيول واعتمادات مالية في لمساتها الأخير ستصدر بعد أيام، نافياً وجود مشاكل للصرف الصحي ومخاطر تكمن في منطقة "عرقة" وغرب الرياض. وأكد المصدر أن حلول شبكات تصريف السيول تحتاج إلى وقت وليس بين يوم وليلة، وأن الأساليب الحديثة التي تتبعها الأمانة تتمثل في عدم ردم الأودية، ولم تكن هناك، في الماضي أي دراسات أو اعتمادات، مبيناً أن منشآت حكومية تتربع على أودية، منها إستاد الملك فهد والمطار، والجميع يعلم ذلك. وأشار إلى أنه في الوقت الحاضر، ومنذ عدة سنوات يستحيل إنشاء أي مخطط سكني إلا بمتابعة دراسة للسيول، وأن مخططات عديدة تم توقيفها لمخالفتها، مبيناً أن أمانة الرياض لديها معلومات وخرائط، وأن الدراسات الهندسية نتيجتها واضحة، وتوجد مخططات جديدة وضعت لها مسارات خاصة للأودية للمحافظة والتحوط من مخاطر السيول. مندوبو "البلدية" للشورى: لا خوف من الأودية الرياض: واس أكد مندوبو وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة بمجلس الشورى، على اهتمام الوزارة بالأودية بمدينة الرياض ومنها واديا حنيفة والسلي، إذ أصبح الأول من أهم معالم المدينة، ويجري حالياً إعداد الخرائط للوادي الآخر، كما دعوا إلى عدم الخوف من آثار هذين الواديين على سكان المنطقة في حال هطول الأمطار. جاء ذلك أثناء مناقشة اللجنة تقرير وزارة الشؤون البلدية والقروية للعام المالي 1431 /1432، عن مدى خطورة الواديين على سكان المدينة في حال هطول الأمطار، بحضور عدد من مسؤولي" الشؤون البلدية" يتقدمهم وكيل الوزارة للتخطيط والبرامج جاسر بن عبدالرحمن الجاسر، ووكيل الوزارة لتخطيط المدن الدكتورعبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، ووكيل الوزارة للأراضي والمساحة الدكتور سليمان بن عبدالعزيز الرويشد. وأضافوا، أن الوزارة تهتم برسم الخطط والاستراتجيات لمواجهة الكوارث في جميع مدن المملكة, وأنشأت إدارة عامة تختص بهذا الأمر، مشيرين إلى سعي الوزارة حالياً للاستفادة من الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية والاستفادة منها، وهناك تجربة حاليا لهذه التقنية في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم. وبحثت اللجنة أهم المحاور التي تضمنها التقرير الذي لخص جهود الوزارة خلال عام، ومشاريعها المستقبلية والمعوقات والصعوبات التي تواجهها في تنفيذ مشاريعها واستراتيجياتها المستقبلية وبخاصة نقص الكوادر الهندسية. وتطرق الاجتماع إلى مشكلة مواقف السيارات التي يعاني منها المواطنون خاصة ما يتعلق بالدوائر الحكومية والمجمعات التجارية، حيث أكد المندوبون أن هذه واحدة من المشكلات التي تعاني منها الوزارة إذ لا يمكن السيطرة على المشاريع القائمة من حيث تأمين مواقف إضافية في ظل عدم توفر الأراضي المجاورة لها، لافتين إلى أن الوزارة أصبحت تتدارك هذا الموضوع قبل إصدار الفسوحات للمشاريع الجديدة.