أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن تحدي المياه من أكبر وأهم التحديات التي تواجه دول العالم وهو ما يؤيده العلماء والخبراء والمختصون، وأن أزمة المياه أصبحت قضية البيئة الأولى. وأشار في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الهندسي العربي بعنوان "الموارد المائية في الوطن العربي" أمس في جدة ألقاها عنه وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ، إلى أن ذلك يؤكده تقرير صادر عن الأممالمتحدة يشير إلى أنه بحلول عام 2025 سيكون هناك تهديد قوي للعديد من سكان العالم بنقص في المياه ومصادرها الجوفية ، مبينا أن الماء أصبح ثروة محدودة الكمية وسكان العالم في تزايد غير محدود وموارده الطبيعية في تناقص مستمر ومقلق لعدم تجددها. وقال الملك عبدالله بن عبد العزيز إن الدعم والتشجيع الذي يجده القطاع الهندسي والمياه ومشاريع البنية التحتية للخدمات الهندسية والمهندسين في المملكة من قبل الحكومة يأتي تأكيدا منها على الدورالكبيرالذي يقوم به مهندسو المملكة نحو خدمة دينهم ووطنهم وقيادتهم في شتى المجالات، كما يعطي دلالة واضحة على المكانة العالية التي تحظى بها الهيئة السعودية للمهندسين بصفة خاصة. وفيما أشار إلى أنها لا تخفى على الجميع التكاليف الباهظة لتوفير المياه من المصادر غير التقليدية مثل التحلية وغيرها ، شدد على ضرورة التذكير بالمسؤولية الشرعية والاجتماعية والأخلاقية والنظامية في المحافظة على هذه النعمة الجليلة، ووضع ترشيد استهلاك المياه نصب أعيينا للمحافظة على هذه النعمة والثروة العظيمة لنا ولأجيالنا القادمة. وقال خادم الحرمين إن ديننا الإسلامي الحنيف خير دين على وجه الأرض يدعونا جميعا للمحافظة على المياه وعدم الإسراف في استخدامها لما لها من أهمية فقد جعلها الله سبحانه حقا للبشر جميعا ونهى عن الإسراف في استخدامها وإفسادها. ووجه الدعوة للمشاركين في المؤتمر بقوله "من هذا المنبر إنني أوجه الدعوة للجميع بلا استثناء للتعاون مع الجهات المسؤولة بترشيد الاستهلاك كي لا يذهب ما بذل في سبيلها من مال وجهد سدى، مؤكدا أننا لن ندع أمرا فيه مصلحة للوطن والمواطن إلا أوليناه كل عنايتنا بما يتفق مع عقيدتنا أولا تم أخلاقنا وبما يحقق التوازن بين كميات المياه المتوفرة وزيادة الطلب على المياه ضمانا لتوفير احتياجات الأجيال القادمة".