نجحت باحثة سعودية في تحويل مشروع بحثها الأكاديمي عن رسالة الماجستير إلى مقرر رسمي لطلاب وطالبات الدراسات العليا والبكالوريوس في قسم تقنيات التعليم بجامعة طيبة، ومقرر رسمي يدرس لطلبة الدبلوم العالي لمراكز مصادر التعلم (بنين وبنات)، وكذلك تصنيفه كمرجع أساسي في المكتبات العربية في داخل المملكة وخارجها. وقالت الباحثة السعودية مروج عبدالواسع النقيب أنها بالصبر والتحدي والعمل الجاد استطاعت تحقيق أهدافها. وأشارت إلى أنها واجهت العديد من العقبات أثناء انكبابها على الانتهاء من مشروعها، كان من أبرزها: ندرة المراجع في هذا المجال العلمي، كونه علما حديثا، وكذلك معارضة المشاركين في مناقشتها للرسالة وقلة الوعي العام بالموضوع وخاصة فيما يتعلق بمراكز ومصادر التعلم ومراكز التقنيات. واعتبرت أن كل هذه التحديات التي واجهتها زادت من تمسكها بالموضوع، ودعاها إلى تطبيق أفكارها النظرية من خلال مشروعها للتخرج في رسالة الماجستير. وذكرت مروج عبد الواسع، باحثة الدكتوراه حالياً في إحدى الجامعات البريطانية في تخصص علوم الحاسب الآلي، أنها استطاعت تنفيذ توصية لجنة المناقشة بطباعة الرسالة ونشرها والإفادة منها بدعم من والدها الذي كان أكثر حرصا منها على نشرها في داخل المملكة وخارجها بهدف توضيح قدرة الطالبة السعودية على المنافسة وتحقيق مستوى متقدم على مستوى العالم، كون رسالة الماجستير قد وجدت صدى كبيرا بدءاً من مناقشة خطتها إلى مناقشتها للحصول على الماجستير، حيث كانت تمس موضوعا عن مراكز مصادر التعلم بين الواقع والمأمول، فكان الكثير من المشاركين في مناقشة خطة الدراسة لا يعلمون بوجود مراكز مصادر التعلم بالمدارس السعودية. فقد وصل النقاش في بعض مراحله لدرجة من الحدة وعدم التسليم بوجود مراكز مصادر التعلم. وبعد مناقشة الرسالة، تم منح الطالبة درجة الماجستير بامتياز في تخصص تكنولوجيا التعليم وتمت التوصية بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة كون الرسالة قدمت من خلال قسم تقنيات التعليم بكلية التربية بجامعة طيبة بالمدينة المنورة. ورأى المناقشون أن مضمون الرسالة يمثل قيمة كبيرة توجب تداولها بين الجامعات وبخاصة كليات التربية، كما ينبغي أن تستفيد منها وزارة التربية والتعليم من خلال مدارسها للتعرف على واقع تلك المراكز ومتطلبات تطويرها. وأشارت الباحثة مروج عبدالواسع إلى أنها تمكنت من مناقشة رسالتها مع الدكتور نجيب حمزة أبو عظمة - أستاذ مشارك بتخصص اتصالات ووسائل وتقنيات التعليم بجامعة طيبة - الذي وجد من المناسب تحويل الرسالة إلى كتاب ليسهل تداوله وتتم إضافة بعض الأجزاء إليه ليصبح كتابا متكاملا بدلاً من رسالة يمنعها من التوسع عن حدود الدراسة ومنهجية البحث العلمي. وكان نتاج ذلك النقاش والتشاور صدور كتاب الباحثة بعنوان "مراكز مصادر التعلم ومستحدثات التقنية"، وهو كتاب يضم جزءين، الجزء الأول منه: يتطرق إلى مراكز مصادر التعلم واقعها ومستقبلها، فيما يركز الجزء الثاني من الكتاب على مستحدثات التقنية كجزء من تطوير العملية التعليمية لتصب في تعلم المتعلم بدل من أن يستمر الحال على تعليم المعلم، فتزداد فاعلية المتعلم ويرتقي دور المعلم والمتعلم للأفضل مع التعاون بين المتعلمين.