يبدو أن رياح "الربيع العربي" ستتجه شمالا لتجتاح المدن الروسية تزامنا مع ذكرى سقوط الاتحاد السوفياتي، الموافق اليوم 25 ديسمير 1991، واعتراضا على التلاعب في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا، لصالح الحزب الحاكم "روسيا الموحدة". وعبر كثير من المعارضين عن أملهم في "ربيع" روسي جديد، بعد 20 سنة من سقوط النظام السوفياتي، الذي شهد تراجعا في الحريات في ظل حكم الرئيس السابق والمرتقب لروسيا فلاديمير بوتين، الذي تولى الحكم للمرة الأولى أواخر 1999. إلى ذلك دعا آخر رئيس للاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف الرئيس بوتين للرحيل الآن قائلا "هذا يكفي". واحتشد أمس آلاف المتظاهرين في العديد من المدن الروسية للاحتجاج على التلاعب في نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا. وقال منظمو المظاهرات إن أكثر من 120 ألف شخص تجمعوا في منطقة سادوفا بروسبيكت وسط موسكو. وكان هناك وجود مكثف للشرطة حيث استخدم عناصرها أجهزة للكشف عن الأشياء المعدنية التي بحوزة المشاركين في المظاهرة قبل السماح لهم بدخول مكان الاحتجاج المصرح به. وشارك وزير المالية السابق أليكسي كودرين، الذي نشب خلاف بينه وبين الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف، في الاحتجاج مع خصوم بارزين آخرين للحكومة. وقدر متحدثون باسم الشرطة عدد المحتجين في موسكو بنحو 29 ألف شخص و500 صحفي. كما شهدت مدينتا فلاديفوستوك وخاباروفسك في منطقة أقصي شرق روسيا حشودا أصغر من المتظاهرين، فيما شهدت مدن بارانول وتومسك وشيتا وأركوتسك ونوفوسيبيرسك أيضا حشودا جماهيرية. وشارك عدة مئات في المظاهرات الإقليمية مع انخفاض درجة الحرارة إلى 30 درجة تحت الصفر في بعض الأماكن. وسارت المظاهرات بصورة سلمية وسط تواجد محدود من رجال الشرطة.