عاد الهدوء المشوب بالتوتر إلى مدينة هايمان الصينية أمس، بعد يومين من أعمال العنف. وطلب قائد الشرطة من السلطات تطبيق القانون بطريقة "حضارية" في مسعاها لحل الاضطرابات الاجتماعية. وخلال الأسابيع الماضية، احتلت محافظة غوانغدونغ الصناعية صدارة عناوين الصحف، بعد تظاهرات عنيفة واجهتها قوات الأمن الصينية بالقمع الشديد. وآخر المواجهات العنفية حصلت الثلاثاء والأربعاء الماضيين في مدينة هايمان؛ حيث يندد آلاف السكان بالتلوث الخطير الذي تتسبب به برأيهم محطة حرارية تعمل على الفحم. واستمر انتشار رجال الشرطة أمس في المكان بعد قمع عنيف للمحتجين في الأيام الماضية. ونشرت وسائل إعلام مقرها في هونغ كونغ صوراً لشرطي جرح في المواجهات، إضافة إلى سيارة شرطة مقلوبة تعرضت لرشق بالحجارة. وأكد متظاهرون أن مراهقاً في سن ال15 وامرأة قتلا. وأشارت قناة أورينتال تي في من هونغ كونغ إلى أن أعمال العنف أدت إلى سقوط 6 قتلى وحوالي 200 جريح من السكان. وفي هذا الإطار المضطرب، طلب وزير الأمن العام الصيني من السلطات المحلية العمل على امتصاص النقمة الشعبية "من جذورها" لتفادي انفجار الغضب. وقال جو يونغكانغ عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي في الحزب الشيوعي الصيني "علينا مضاعفة جهود الوساطة التي نبذلها". وأضاف "علينا أيضاً احترام المعايير الحضارية في تطبيق القانون والتعاطي مع حوادث التظاهرات والأحداث الفردية للمتطرفين بحسب القانون". وفي مواجهة تمرد سكان قرية ووكان جنوب الصين الغاضبين بسبب مصادرة أراضيهم، اضطرت السلطات الشيوعية المحلية إلى تقديم تنازلات من خلال تخفيف انتشار الشرطة. وأنهى السكان بعدها تمردهم. كما تم إطلاق سراح أحد قادة التمرد أمس وفق ما أبلغت عائلته. وقال تشانغ جيانغتشين شقيق تشانغ جيانتشينغ عبر الهاتف "شقيقي عاد إلى المنزل بعد ظهر أمس، وقال لي "حصلت على إطلاق سراح مشروط، لذا فلا يمكنني قول الكثير ولا يحق لي إجراء أي مقابلة". وانتقدت الحكومة الرسمية الصينية أمس موقف الحكومة المحلية في ووكان التي فرضت في بادئ الأمر حصاراً استمر 10 أيام.