بعد الحريق الهائل الذي التهم المجمع العلمي المصري جددت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا إعرابها عن القلق الشديد تجاه المواقع الثقافية في القاهرة، خصوصا بعدما أتلف ما يقرب من 70% من المحتويات النادرة في المجمع العلمي، مبينة أن الشراكة بين اليونسكو والمجمع العلمي المصري كانت عنصرا أساسيا في المرحلة التحضيرية في إنشاء متحف الحضارات المصرية. وأكدت أن ما حدث هو خسارة بالنسبة إلى مصر والعالم لا يمكن تعويضها، فهذه المخطوطات تمثل تاريخ وهوية شعب بكامله، داعية إلى ضرورة العمل على تسليط الضوء لمعرفة أسباب هذا الحريق، والقيام بكل ما يلزم بالسرعة اللازمة لإنقاذ ما تبقى وما يمكن إنقاذه. وقالت: يوجد في القاهرة عشرات المباني التي تحتوي على ثروات ثقافية لا تقدر بثمن، مشيرة إلى أنه من الضروري ضمان أفضل حماية ممكنة للمواقع الثقافية في المدينة وتجنيبها أي شكل من أشكال العنف، بما في ذلك المتحف الوطني في القاهرة، الذي يقع في ميدان التحرير. وكانت المديرة العامة للمنظمة قد وجهت نداء إلى السلطات والمهنيين المعنيين للحذر من الاتجار غير المشروع بالمخطوطات وقت الاضطرابات حيث تكون المواقع الثقافية معرضة للخطر بصورة خاصة. يذكر أن المجمع العلمي المصري أسس عام 1798 من قبل نابليون بونابرت بهدف التشجيع على البحث العلمي، وأنه يعد أقدم مؤسسة علمية في البلاد وتحتوي مكتبته على 200 ألف مصنف، بعضها نادر، وتتعلق بعلوم التاريخ والجغرافيا والتقنيات والعلوم الوضعية، ويوجد بين محتويات المبنى الذي التهمته النيران نسخة أصلية نادرة من مصنف "وصف مصر"، التي وضعها العلماء المرافقون لنابليون خلال حملته.