قررت "أم غازي" تحاشي ذكر أي شيء إيجابي يتعلق بأهلها خاصة إخوتها الذكور، الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية مرموقة، وذلك حتى لا تثير غيرة زوجها، تقول : "في الآونة الأخيرة لاحظت أن زوجي ينفعل عندما أذكر أهلي خاصة إخواني الذكور، ولا أعلم السبب، ذكرت تلك الحالة لصديقتي في المدرسة، فأخبرتني أن حالة الغضب التي تنتاب زوجي عندما أتحدث عن إخوتي ماهي إلا غيرة من المكانة الاجتماعية التي يتمتعون بها" مشيرة إلى أن التفاوت الاجتماعي بين أسرتي الزوج والزوجة قد يعكر صفو الحياة الزوجية. خلود الشمري (طالبة جامعية) تقول:"بطبيعة الحال إن الفتاة تحتفظ بالصورة الجميلة لبيت أهلها وأسرتها قبل الزواج، وإن ذكرت ذلك لزوجها فلا يكون على سبيل المقارنات بين الحالة السابقة وماهي عليه الآن". وترى أن "على الأزواج أن يكونوا أكثر عقلانية ونضجا وتدبرا، فذكريات الفتاة قبل الزواج لا يمكن أن تتجاهلها بعد زواجها، وبطبيعة الحال فكل فتاة تتفاخر بأهلها وإخوتها سواء الذكور أو الإناث، ولا يجب أن يشعل ذلك الغيرة عند الأزواج". أما "أم لمى" فتعتقد أن "المرأة التي تكثر من الكلام عن أهلها في وجود الزوج وأهله ماهي إلا جاهلة بالأولويات التي يجب أن تراعيها، خاصة في حضرة أهل زوجها، فلابد أن يكون من أهم أولوياتها زوجها وأسرتها الحالية، والزوجة العاقلة هي التي تبتعد عن كل مايعكر صفو زوجها، وتحترمه حتى في حديثها عن أهلها، وتشعره بأنه من أول اهتماماتها". المعلمة منال القحطاني ترى أنه من الطبيعي أن تفخرالمرأة بأهلها، ولا تجد مبررا لغضب الأزواج من هذا المديح والإطراء، وتقول:"زواج الفتاة والانتقال إلى منزل زوجها لايعني أنها انفصلت تماما عن أسرتها، ولكن في المقابل يجب أن تكون المرأة لبقة، ولا تسرف في مدح أهلها أمام زوجها إذا شعرت أن هذا الأمر يثير غيرته وغضبه، لأن الإفراط في الثناء على غير الزوج يخلق بيئة غير صحية في الأسرة"، مشيرة إلى أنها ستبقى تفخر بأهلها خاصة أخيها الأكبر الذي كان لها بمثابة الأب بعد وفاة والدها، ورباها فأحسن تربيتها إلى إن أتمت تعليمها. وتستهجن هاجر الحبلاني تلك الحساسية من قبل بعض الأزواج، وتقول: "لطالما دخلت مع زوجي في صراعات لا أجد لها معنى أو مبرر بسبب هذا الموضوع، فبمجرد سماع زوجي لعبارات المدح التي أذكرها عن أخي الأوسط الذي نال شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الغربية، حتى ينهال علي بألوان من الكلمات التي مازالت ترن في أذني مثل مقولته "أنا من اشتراك وأهلك من باعوكِ. وأضافت :"عند سماعي لتلك العبارة أدركت أنني قد فزت برجل لامثيل له على الإطلاق، وأقول ممازحة "هنيئا لكل فتاة تنعم بقرب زوج كزوجي"! من جانبها أكدت أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي أن "المرأة الذكية هي من تستطيع عمل الموازنة بين حياتها السابقة في بيت أهلها وحياتها الحالية مع زوجها، وتقول "كل زوج له من الطبائع مايتميز به عن الآخر، والمرأة الذكية هي التي تعرف زوجها وتلم بطباعة، فإذا كان ممن يغضبون لسماع مديح الزوجة لأهلها عليها أن تكف عما يثيرغضبه وتحاول جاهدة تقريبه إلى أهلها بشكل أو بآخر، كأن تشتري مثلا الهدايا وتخبره بأنها من أهلها، وأن تثني عليه في حضرته أمام أهلها، وتبين أن حالتها قد تبدلت إلى الأفضل بفعل ارتباطها بزوج يقدر قيمتها، وأن تبين أمام الجميع أنه في المرتبة الأولى من اهتماماتها، وألا تهمشه أثناء زيارتها إلى منزل والديها، بل تجعله دائما من أول اهتماماتها، حتى تكسب ثقته وبالتالي مودته لأهلها وتقربه منهم". وتستطرد الغامدي قائلة "من المهم أن يشعر الزوجان أن لهما هوية أسرية مستقلة عما كان في السابق، سواء الزوج في بيت أهله، أو الزوجة عندما كانت فتاة في منزل والديها، ومن هنا على الزوجة في المقام الأول ألا تعمد إلى عقد المقارنات بين حياتها في السابق وحياتها الحالية، لأن تلك المقارنات من شأنها أن تدمرالأسرة، وتجعل الزوجة في مأزق من صنع يدها".