شهران، وثلاثة أشهر، وربما 4 أشهر هو ديدن الكثير من المستشفيات بالمدينةالمنورة في مواعيدها. حينما يمنح مواطن موعداً للعيادة الطبية المختصة، يظن أن المعاناة اقتربت من الزوال وهو ينتظر قبالة العيادة، إلا أنه يفاجأ بأن عشرات المراجعين يشتركون معه في قصة اسمها الساعة ال 9 صباحاً. تلك القصة التي تعد قاسماً مشتركاً بين الكثير من المراجعين للعيادات، تبدأ حينما يحدد الموظف المختص ال 9 صباحاً موعداً لمقابلة الطبيب المختص، فيحتشد الكثير من المراجعين قبالة العيادة عند ال 9 صباحاً لكن ذلك التوقيت سرعان ما يخذل الكثير منهم، وهم ينتظرون جماعات في انتظار قرب الدخول على العيادة، ليجد الكثير أن الساعة التاسعة هي مجرد بداية لموعد آخر، فيمتد لساعات طويلة أملاً في مقابلة الطبيب الذي ربما لن يتمكن الكثير من مقابلته بحكم العدد الكبير من المراجعين. هذه الإشكالية التي أصبحت أزمة مواعيد يمكن فهم فصولها في حديث عدد من المواطنين الذين التقتهم "الوطن"، إذ يقول المواطن عبدالله سيف الله يحيى ،إنه شعر بألم في أحد أصابع يده اليسرى قبل نحو ثلاثة أشهر وجرى تحويله من قبل المركز الصحي بالحي إلى العيادات الخارجية بمستشفى الملك فهد العام، وحدد له موعد من الطبيب المختص بعد ثلاثة أشهر، وخلال انتظاره للموعد بدأ الألم ينتقل إلى الأصبع المجاور، وفي الموعد المحدد ذكر الطبيب أن عليه مراجعة قسم العظام باعتبار أن تلك الأمراض تقع في اختصاص أمراض العظام، وهنا تساءل عبدالله يحيى عن من يتحمل مسؤولية المضاعفات التي لحقت به؟ وكيف أنه ظل ثلاثة أشهر ينتظر موعده مع الطبيب المختص. وقال المواطن هلال الجابري، إن جهاز الحاسب والموظف الذي يعمل بمكتب الحجز لا يعرفان غير موعد الساعة التاسعة، حيث أصبح شؤما على المراجعين، مشيراً إلى أن المواعيد تعطى للرجال والنساء في نفس الوقت وبجميع العيادات، إذ تجدهم جميعاً وقد تواجدوا دفعة واحدة في ذلك الزمن المحدد، ومع ذلك قد يتجاوز الوقت بكثير ولم يتمكن الكثير من الدخول للطبيب المختص. ومن جهته، أوضح مدير العيادات الخارجية بمستشفى الملك فهد العام الدكتور يحيى شقرون، أن هناك ثلاثة موظفين مخصصين لحجز المواعيد لكن أحدهم في إجازة رسمية والآخر كان يصرف علاجا من الصيدلية والثالث متواجد على رأس العمل، مشيراً إلى أن سبب الزحام المستمر هو ضيق المساحة للمبنى وتواجد مراجعين من محافظات المدينةالمنورة الذين يصلون إلى 10 آلاف مراجع خلال العام الواحد. وأضاف أن المواعيد الصباحية تعطى عند التاسعة صباحا للجميع حتى يستطيعوا الحضور المبكر، مبيناً أن العيادة تعمل بفترتين صباحية ومسائية والجميع يعمل لخدمتهم، كما أن العيادات تعتبر مرجعية واستشارية في المقام الأول لمتابعة حالة مرضية، وأن فترة المواعيد مناسبة لمراجعي العيادات، مؤكداً أن التصاميم والاعتماد جاهزان لمبنى عيادات حديث يحمل مواصفات تتحمل العدد الهائل من قبل مراجعي العيادات وسيطرح للمناقصة. ومن جانبه، قال مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي، إن المشروع الآن في مرحلة الطرح وستفتح المظاريف في 6 /3 /1433 ومدة التنفيذ 24 شهرا من تاريخ التسليم وقيمة المشروع 65 مليونا، والمبنى يتكون من ثلاثة طوابق وبدروم ومساحة كل دور تبلغ 3 آلاف متر، مبيناً أن المشروع يأتي ضمن المشاريع التطويرية التي تشهدها صحة المدينة.