قللت مصادر فلسطينية ل "الوطن" من شأن الجولة الجديدة من المحادثات المنفصلة المقرر أن يجريها مندوبو اللجنة الرباعية الدولية اليوم مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مسعى لإعادة إطلاق المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية قبل 26 من الشهر المقبل. وأوضح مسؤول فلسطيني ل "الوطن" أنه "بعد أن قدمت القيادة الفلسطينية موقفها مكتوبا بشأن مسألتي الحدود والأمن إلى مندوبي اللجنة الرباعية فإنه مطلوب الآن من اللجنة أن تحصل على مواقف إسرائيل مكتوبة، لكن الأخيرة أعلنت أنها لن تتعاون مع اللجنة، وبالتالي فمطلوب من الرباعية توجيه اللوم لإسرائيل بعد انقضاء مهلة الثلاثة أشهر التي طلبتها الرباعية وتنتهي في 26 من الشهر القادم". وتأتي جهود اللجنة الرباعية في وقت تصعد فيه الحكومة الإسرائيلية من نشاطاتها الاستيطانية دون أن يصدر حتى بيان واحد من الرباعية يندد بهذه الإجراءات والتي كان آخرها إقرار إقامة مستوطنة قرب بيت لحم وإغلاق باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى. وكان تحالف دولي يمثل أكثر من 20 وكالة إغاثة وهيئة للدفاع عن حقوق الإنسان، قد حذر في بروكسل أمس من أن السلطات الإسرائيلية صعدت من عمليات الهدم غير القانوني في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية خلال العام الماضي مما أدى إلى نزوح عدد قياسي من العائلات الفلسطينية من منازلهم. وطالبت المنظمات الإنسانية وهيئات حقوق الإنسان بينها منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ومنظمة أوكسفام الدولية في بيان، اللجنة الرباعية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف سياسات الاستيطان فوراً وتجميد كل عمليات الهدم التي تنتهك القانون الدولي. وسجلت المنظمات في بيانها أنه منذ بداية العام تم تدمير أكثر من 500 منزل فلسطيني والعديد من الآبار وخزانات تجميع مياه الأمطار وعدد من المرافق الأساسية الأخرى في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وتشريد أكثر من ألف فلسطيني. في غضون ذلك، انشغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدانة إقدام 50 مستوطنا على تخريب قاعدة للجيش قرب مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية قبل أن يقدم الجيش على إخراجهم من القاعدة دون اعتقالهم. وجاء الحادث بعد ساعات من إقدام 17 متطرفا يهوديا على الاعتصام في منطقة عسكرية مغلقة قرب موقع المغطس الديني المسيحي في غور الأردن احتجاجا على عدم هدم جسر خشبي مؤقت يؤدي إلى باب المغاربة، خشية ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة. من جهة ثانية، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفع العلم الفلسطيني للمرة الأولى في ساحة منظمة (اليونسكو) في باريس باللحظة التاريخية معبرا عن الأمل بأن "تكون بشارة وفاتحة انضمام دولة فلسطين إلى المنظمات الدولية". وفيما رحب رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة "حماس" في غزة إسماعيل هنية أمس برفع العلم الفلسطيني في مقر اليونسكو، دعا إلى اتخاذ خطوات عملية "تبرهن صدق النوايا" بشأن تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية.