أدى رئيس الجمهورية التونسية الجديد محمد المنصف المرزوقي أمس اليمين أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، قبل تسلم مهامه في القصر الرئاسي بقرطاج، في الذكرى الأولى لاندلاع الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 17 ديسمبر 2010. واقسم المرزوقي (66 عاما) واضعا يده على القرآن الكريم على "الحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهوري"، وعلى "احترام القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم الموقت للسلطة" في تونس والعمل على "حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات" وعلى "الوفاء لأرواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الأجيال وتجسيد مبادئ الثورة". ووعد المرزوقي الذي وضع برنسا تقليديا تونسيا بلون بني فاتح على سترة زرقاء وقميص أبيض وبدا فخورا وهادئا، بأن يكون "رئيسا لكل التونسيين" وألا "يوفر أي جهد" من أجل تحسين مستوى عيش مواطنيه. وشدد المرزوقي على "تثمين هويتنا العربية الإسلامية مع الانفتاح على الخارج، وأن الدولة التونسية ستعمل على حماية المنقبات والمحجبات والسافرات" بلا تمييز وبمساواة أمام القانون. ودعا التونسيين إلى "المصالحة"، والمعارضة إلى "المساهمة في الحياة السياسية وعدم الاقتصار على لعب دور الملاحظين". وكانت المعارضة صوتت بورقة بيضاء (44 صوتا) لدى انتخاب المرزوقي أول من أمس رئيسا في المجلس التأسيسي بأغلبية فاقت ثلثي أعضاء المجلس (153 صوتا). وترحم المرزوقي على أرواح "شهداء الثورة"، وقال وقد غلبه الدمع "بدون تضحياتهم ما كنت لأوجد في هذا المكان" كما وجه تحية للشعبين السوري واليمني. وأعلن المرزوقي استقالته من رئاسة حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية كما ينص عليه القانون لمن يتولى رئاسة تونس. كما أعلن أنه "سيكلف" اليوم أمين عام حركة النهضة الإسلامية حمادي الجبالي، برئاسة الحكومة الجديدة، التي يتوقع أن يتم إعلانها هذا الأسبوع. وسلم فؤاد المبزع الرئيس المنتهية ولايته، المشعل للمرزوقي وغادر قصر قرطاج في مشهد مؤثر لم يعتد عليه التونسيون. وكانت الإدارة الأميركية أشادت بانتخاب المرزوقي رئيسا جديدا، معتبرة أن انتخابه يشكل "خطوة إيجابية في المرحلة الانتقالية الديموقراطية لتونس". كما هنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس المرزوقي إثر انتخابه، معتبرا أن ذلك يشكل "مرحلة هامة في تعميق المسار الديموقراطي" في تونس، ودعاه إلى القيام ب"زيارة رسمية" لفرنسا. وحول تشكيل الحكومة الجديدة، قالت مصادر من الائتلاف الفائز في الانتخابات في تونس أمس إن رئيس قسم الدراسات بقناة "الجزيرة" القطرية رفيق عبدالسلام (المتزوج من إحدى بنات الغنوشي) سيكون وزيرا للخارجية، بينما سيكون وزير المالية من حزب التكتل من أجل العمل والحريات اليساري. وأضافت أن علي العريض المسؤول في حركة النهضة وهو سجين سياسي سابق سيكون وزيرا للداخلية في الحكومة المقبلة. وتابعت المصادر أن نور الدين البحيري وهو الناطق الرسمي باسم حركة النهضة سيكون وزير العدل المقبل، بينما سيشغل المحامي سمير ديلو وهو من النهضة أيضا منصب وزير حقوق الإنسان وهو منصب جديد. وحسب المصادر سيكون المناضل الحقوقي والمحامي محمد عبو من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وزيرا مكلفا بالإصلاح الإداري. وسيحافظ وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي على منصبه بعد أن عين فيه في يناير الماضي.