أدى رئيس الجمهورية التونسية الجديد محمد المنصف المرزوقي أمس اليمين الدستورية أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بحضور كبار مسؤولي الدولة. وأقسم المرزوقي واضعا يده على القرآن الكريم على «الحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهوري» وعلى «احترام القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة» في تونس والعمل على «حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات» وعلى «الوفاء لأرواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الأجيال وتجسيد مبادئ الثورة». ووعد المرزوقي الذي وضع برنسا تقليديا تونسيا بلون بني فاتح على سترة زرقاء وقميص أبيض وبدا فخورا وهادئا، بأن يكون «رئيسا لكل التونسيين» و ألا «يوفر أي جهد» من أجل تحسين مستوى عيش مواطنيه. كما تعهد بضمان «الحق في الصحة والحق في التعليم وحقوق المرأة» التي قال إنه سيعمل على تدعيمها أكثر، خصوصا في مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.وشدد المرزوقي على أن «مهمتنا هي وضع الأسس العميقة والصلبة لجمهورية ديمقراطية مدنية تعددية» مشيرا إلى أنها «مسؤولية كبيرة نتيجة ضخامة التحديات التي أتت من حجم الخراب الذي خلفته الديكتاتورية من بينها مشكلة البطالة التي تعد مشكلة كرامة قبل أن تكون مشكلة اقتصادية». وأوضح انه سيعمل على «تحقيق مواطن الشغل دون الغرق في المديونية» وعلى حماية العمال وأصحاب العمل، كما شدد المرزوقي على «تثمين هويتنا العربية الإسلامية» مشيرا في هذا السياق إلى أن الدولة التونسية ستعمل على «حماية المنقبات والمحجبات والسافرات» بلا تمييز وبمساواة أمام القانون.كما دعا التونسيين إلى «المصالحة» مشيرا في هذا الصدد إلى أنه «لا مكان للثأر والانتقام لكن لن نخضع للابتزاز»، وأضاف أن «المرحلة القادمة التي تشهدها تونس ستكون صعبة لكن سنعمل على اجتيازها بنفس العزيمة التي اجتزنا بها جميع الصعوبات التي واجهت البلاد في المرحلة السابقة».وشدد على أن «أبرز التحديات يتمثل في تحقيق أهداف الثورة لا سيما وأن عديد الأمم تنظر إلينا كمختبر للديمقراطية» داعيا المعارضة إلي «المساهمة في الحياة السياسية وعدم الاقتصار على لعب دور الملاحظين».وترحم المرزوقي في تأثر باد على أرواح «شهداء الثورة» التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.وقال والدمعة في عينيه «بدون تضحياتهم ما كنت لأوجد في هذا المكان».وأعلن المرزوقي استقالته من رئاسة حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية كما ينص عليه القانون لمن يتولى رئاسة تونس، ومن المقرر أن يتوجه المرزوقي عقب أدائه القسم وإلقاء كلمته أمام المجلس التأسيسي، إلى القصر الرئاسي في قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة حيث سينظم موكب استلامه الرئاسة من الرئيس فؤاد المبزع بعد نحو عام من اندلاع «ثورة الحرية والكرامة» في تونس في 17 ديسمبر 2010.