لقي أكثر من ستة أشخاص مصرعهم فيما أصيب آخرون بعد فشل اتفاق الصلح المؤقت الذي تم بين جماعة الحوثيين والسلفيين بمركز دماج في محافظة صعدة اليمنية أمس. وعلى الرغم من مبادرة الحوثيين "بسحب شعارهم من أعالي الجبال المطلة على دماج واستبداله بالعلم اليمني"، إلا أن مواجهات عنيفة اندلعت بعد مغرب يوم أمس في موقع جديد بين مجموعات من الحوثيين والسلفيين من مقاتلي محافظتي شبوة ومأرب في منطقة الفحولين شرق مديرية كتاف بمحافظة صعدة. ويهدد انضمام مقاتلين من المحافظتين المذكورتين للسلفيين، بتفجير الوضع في المنطقة. وأفاد مصدر أمني عن تسجيل إصابات بليغة في صفوف الطرفين خلال الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والرشاشة. وتبعد الفحولين 30 كلم عن الحدود السعودية المطلة على سد وادي نجران. وأكد القائد العسكري للجيش اليمني في صعدة حسين خيران في حديث ل"الوطن" أمس أنه رفض استلام موقع البراقة الذي شهد قتالاً عنيفاً حتى يتم وقف إطلاق النار من قبل الحوثيين والسلفيين. وشهدت "الوطن" قيام مندوب الحوثيين أبو مالك بتسليم موقع البراقة بدماج للشرطة العسكرية وإزالة الشعار المشهور لدى الحوثيين واستبداله بالعلم اليمني. ومن جهته قال المتحدث باسم السلفيين إن الحوثيين أحرزوا تقدما في السيطرة على بعض أجزاء جبل البراقة، مشيرا إلى أنهم استغلوا الهدنة ووقف إطلاق النار في إحراز هذا التقدم. وتجاوز عدد المرافقين من لجان الوساطة واللجان الحقوقية والإعلاميين أكثر من 40 فرداً. وفي موقع البراقة أيضاً تم تشكيل قوة من الشرطة العسكرية بصعدة لنقطة الخانق قوامها 20 فرداً. وفي الإطار نفسه طالبت إحدى الناشطات في المنطقة طرفي الأزمة بوقف القتال "وإلا فإنها ستقوم بإحضار ألف امرأة وسيحرقن خمرهن من أجل أن يعم الأمن والسلام محافظة صعدة واليمن بشكل عام".ومن المشاهد التي تعكس النتائج السيئة لهذه المواجهات التي تسببت في تمزيق شمل الأسر ما لاحظته "الوطن" من وجود شاب لا يتجاوز عمره 16 عاماً يرافق لجنة الوساطة منذ أربعة أيام حتى يسمحوا له بالذهاب لأهله بدماج.