حذرت اختصاصية تربوية من إجبار الأطفال في الصفوف الأولية على الكتابة على السطر بشكل مستقيم، مؤكدة أن عضلات الطفل الدقيقة لا تكون قوية ليمسك بالقلم ويضغط بإصبعين من يده ويضعه على الورقة حتى يكتب بدقة. وقالت الأستاذ المساعد بقسم رياض الأطفال بكلية التربية جامعة الطائف الدكتورة إيناس زكي: أثبتت الدراسات والبحوث التربوية أن الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تكون من 4 6 والتي تسمى مرحلة طفل ما قبل المدرسة وهي تقابل مرحلة الروضة التي تهيئ الطفل للمدرسة الابتدائية يعانون هذا الضعف في العضلات. مشيرة إلى أنه ينبغي أن تقوم معلمة رياض الأطفال بعمل أنشطة كثيرة مع الطفل متنوعة حتي يتدرب على الكتابة على السطر. وبينت أنه لا بد أن تكون الأنشطة متنوعة لتنمي جميع جوانب الشخصية عند الطفل وبطريقة متكاملة. وقالت إن الأنشطة كثيرة ومتنوعة ومنها النشاط العلمي والمعرفي والعقلي واللغوي والاجتماعي والمسرحي والقصصي والرياضي الحركي، وذكرت أنه ينبغي أن يترافق النشاط الحركي والرياضي مع النشاط الفني لأنهما يقومان بتنمية عضلات الطفل الدقيقة. مشيرة إلى الدور الذي تلعبه معلمة رياض الأطفال للطفل بكيفية أن يلتزم بإطار مرسوم له يرسم ويلون في داخله أو يلصق في داخله أي خامة. وأضافت أما النشاط الحركي فإنه ينمي عضلات الطفل الكبيرة وأيضاً الصغيرة. ذاكرة بأن مرحلة رياض الأطفال هي مرحلة تهيئة وإعداد للمدرسة الابتدائية؛ عن طريق اللعب مع الطفل من خلال هذه الأنواع المختلفة من الأنشطة التي تنمي شخصية الطفل المتكاملة، فهذا اللعب بالنسبة للطفل عمل وعمل جاد. وجاء حديث الاختصاصية في الوقت الذي تطالب فيه الكثير من معلمات الصفوف الأولية طالباتهن بالكتابة المقننة على السطر وخاصة في الصف الأول الابتدائي، ويشارك المعلمات أولياء الأمور؛ حيث يعتقدون أنه عيب ونقص يحتاج لتقويم وإصلاح في الطلاب والطالبات. وتذكر سمر معلمة بالمرحلة الثانوية بالطائف أنها تعاني مع طفليها من هذا الأمر حيث لا يتمكنان من الكتابة على السطر مطلقاً؛ وخاصة طفلها الذي حل هذا العام بالصف الأول الابتدائي. وأشارت إلى أنه لا يتمكن مطلقاً من كتابة الحروف أو الأرقام أو الكلمات فوق السطر ورغم محاولاتها إلا أنها باءت بالفشل، إضافة إلى أن المعلم كثيراً ما يوبخ ابنها على عدم الكتابة على السطر، مضيفة بأن المعلم يسجل ملاحظاته اليومية حول هذا الأمر الذي أصبحت تراه معضلة مع ابنها. وذكرت أن ابنها بدأ يتضايق من المدرسة ومعلميه وخاصة معلم اللغة العربية ويتكاسل في الذهاب إلى المدرسة خوفاً من توبيخ المعلم له، مضيفة بأنها أخبرت المعلم رداً على توجيهاته وانتقاده على عدم العناية والاهتمام بالطالب وعدم متابعته أثناء الكتابة بأنه ينبغي أن يتحلى بالصبر ليتجاوز ابنها ذلك العيب. وأشار المعلم أحمد الحارثي إلى أن الطالب في هذه المرحلة ينبغي أن يكون متقناً لبعض المهارات وخاصة الكتابة على السطر وإلا كيف يتعلم الكتابة، مضيفاً بأن الطالب ينبغي أن تكون تلك المهارة قد اكتسبها من رياض الأطفال أو التمهيدي أو من خلال الأمهات في المنازل، وعدم الكتابة على السطر يعد مشكلة تؤرق معلمي ومعلمات الصفوف الأولية.