دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استئناف المحادثات المباشرة بينهما فوراً وقبل بداية أي مفاوضات حول الحدود والأمن كجزء من صفقة إقامة دولتين. وقال نائب وزيرة الخارجية الأميركية مارك تونير إن بلاده ووسطاء آخرين يضغطون على الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات "لأن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يجعلهما يعملان معاً من أجل قيام دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء المشكلة التي ظلت مستمرة منذ ستة عقود". من جانبه انتقد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الدبلوماسية الإسرائيلية، داعياً تل أبيب إلى العمل على "إنهاء عزلتها في المنطقة عبر إصلاح العلاقات مع مصر وتركيا واستئناف جهود السلام مع الفلسطينيين". وقال في كلمة ألقاها أمس في مركز بروكينغز الفكري في واشنطن "للأسف شهدنا خلال العام المنصرم ازدياداً لعزلة إسرائيل عن شركائها الأمنيين التقليديين في المنطقة، وتم وضع مساعي الوصول إلى سلامٍ شاملٍ في الشرق الأوسط جانباً". إلى ذلك قال مسؤولون فلسطينيون ل"الوطن" إن السادس والعشرين من يناير المقبل سيكون يوماً حاسماً تترتب عليه العديد من القرارات السياسية الهامة، ذلك أنه الموعد الذي تنتهي فيه مهلة ثلاثة الأشهر التي حددتها اللجنة الرباعية من أجل إحداث اختراق في موضوعي الأمن والحدود، وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد في تصريح للصحافيين أمس "سيكون ذلك اليوم بمثابة الفرصة الأخيرة للجنة الرباعية". وكان الوفد الفلسطيني قد قدَّم مواقفه كتابة فيما رفضت إسرائيل الإفصاح عن مواقفها إلا عند بداية التفاوض المباشر. وسيعقد مندوبو الرباعية اجتماعات منفصلة مع مفاوضي الطرفين يوم الرابع عشر من الشهر الجاري لتكون بذلك الجولة الثالثة من هذه المحادثات التي تعقدها اللجنة. من جانبه دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إلى مساءلة تل أبيب والكف عن التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون. وقال "قرار الحكومة الإسرائيلية بتجديد إغلاق مؤسسات المجتمع المدني في القدسالشرقيةالمحتلة، واستمرار النشاطات الاستيطانية، وفرض الحقائق على الأرض". من جهة أخرى بدأ ممثلو الفصائل الفلسطينية بالتوافد على القاهرة لعقد لقاءات ثنائية منفصلة مع ممثلي المخابرات المصرية استعداداً للقاء شامل تشارك فيه الكيانات الموقِّعة على اتفاق المصالحة. وقال الناطق الإعلامي باسم جبهة النضال الشعبي عوني أبو غوش إن وفد الجبهة غادر بالأمس إلى القاهرة لعقد لقاء مع القيادة المصرية حول المصالحة الوطنية الفلسطينية. في سياق منفصل اتهم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" تل أبيب بالتصعيد من وتيرة الاستيطان، والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين بالقوة. وأكد أن السلطات الإسرائيلية نفَّذت في الفترة الأخيرة عمليات هدم واسعة النطاق في المنطقة (ج) بالضفة الغربية، مما أدى إلى تهجير 60 فلسطينياً وتقويض الظروف المعيشيّة لما يزيد عن 100 آخرين. إلى ذلك أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بشدة مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على بناء 650 وحدة استيطانية جديدة، وشق طريق لربط المستوطنات بالقدسالمحتلة, مؤكداً أن سياسة الاستيطان الإسرائيلي تهدف إلى عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني وتغيير طابعها الديمغرافي ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. ودعا في بيان أمس اللجنة الرباعية ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما وتبني موقف حاسم يضع حداً لهذه الإجراءات الاستفزازية والممارسات غير القانونية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدسالشرقية.