أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن بلاده مصممة على منع إيران من تطوير أسلحة نووية. وقال في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط بواشنطن أول من أمس "لا يوجد تهديد أكبر لأمن وازدهار الشرق الأوسط من إيران المسلحة بأسلحة نووية". وأضاف أن إيران هى التهديد الأكبر للأمن القومي لكل من الولاياتالمتحدة وحلفائها وشركائها في المنطقة. وتابع أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بردع أنشطة إيران الرامية لزعزعة استقرار المنطقة، وبصفة خاصة تلك الأنشطة التي يمكن أن تهدد حركة التجارة في هذه المنطقة الحيوية، و"هذا خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة". واستطرد أن سياسة الولاياتالمتحدة لتشكيل التحركات الإيرانية ستتضمن الترغيب والترهيب ممثلة في الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وأن وزارة الدفاع سيكون لديها دائماً خيارات عسكرية جاهزة لعرضها على الرئيس الأميركي. ولفت إلى أنه لا توجد ضمانات في أن تصيب غارات جوية محتملة على إيران هدفها بضرب البرنامج النووي، مشيرا إلى أن بعض المواقع "يصعب الوصول إليها". وأضاف "في أفضل الأحوال، (شن غارات جوية) سيعيق (البرنامج النووي الإيراني) عاما أو عامين. هذا الأمر رهن بالقدرة على إصابة المواقع المستهدفة بشكل فعلي. بصراحة، بعض هذه الأهداف يصعب الوصول إليها". وكرر بانيتا خشيته من أن يؤدي هجوم كهذا إلى خدمة النظام الإيراني في وقت يشهد "اختلالاً في التوازن"، وتأخراً عن اللحاق بموجة الانتفاضات الشعبية في المنطقة. كما لفت إلى أن غارات جوية على إيران قد تضر بالاقتصادات في الولاياتالمتحدة وأوروبا وتهدد سلامة الجنود الأميركيين، وتدخل المنطقة في حلقة من العنف لا يمكن السيطرة عليها، لذلك "يجب إذاً البقاء حذرين حيال التبعات غير المستحبة لهذا النوع من الهجمات". في غضون ذلك، أعلن السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أول من أمس أن روسيا تعتبر أنه من غير الممكن فرض أي عقوبات دولية جديدة بحق إيران بسبب برنامجها النووي، داعياً إلى مواصلة المفاوضات مع طهران. وحول تداعيات الاعتداء على السفارة البريطانية في طهران، قررت فرنسا خفض عدد موظفي سفارتها في طهران "مؤقتا كإجراء احتياطي"، كما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي أمس. وقال المصدر إن هذا الإجراء يشمل قسماً من الموظفين الدبلوماسيين وكذلك عائلات كل الموظفين الرسميين الفرنسيين العاملين بطهران الذين سيطلب منهم مغادرة إيران في الأيام المقبلة، مؤكداً أنه لا يشمل في المقابل أفراد الجالية الفرنسية. وفي السياق، وصل الدبلوماسيون الإيرانيون أمس إلى بلادهم بعد أن طردتهم الحكومة البريطانية، في الوقت الذي يبحث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في تركيا مخاوف الغرب المتزايدة تجاه إيران. ولم يسمح للصحافة بمتابعة وصول الدبلوماسيين الإيرانيين إلى مطار مهراباد بطهران بعد وصولهم. وقال شاهد عيان إن نحو 150 من الطلاب المتشددين هتفوا "الموت لبريطانيا!" وهم يحملون أكاليل الزهور لاستقبال الدبلوماسيين العائدين، غير أنه لم يسمح حتى لهؤلاء برؤية الدبلوماسيين.