شخّص الفنان التشكيلي أحمد فلمبان وضع جمعية التشكيليين السعودييين منذ بدايات تأسيسها، قائلا: إن اللوائح والتنظيمات الخاصة بالجمعية مستوردة من دول لا تتفق مع المملكة في الفكر والتنظيم والممارسة التشكيلية، وكأن البلد خالية من القانونيين والخبراء في التشكيل. وأشار إلى أن بعض أعضاء مجلس الإدارة هواة غير معروفين في الساحة التشكيلية ومنهم مدرسون وموظفون مرتبطون بأعمالهم، وآخرون غير مؤهلين فنياً وفكريًا، وثقافتهم الفنية ضعيفة، ومنهم من يجهل ماهية الساحة التشكيلية المحلية ومن فيها، ومنهم من دخل المجلس كوجاهة. وحمل فلمبان أعضاء المجلس باستثناء "السليمان والمنيف" وأد هذا المولود الجميل - على حد تعبيره - بسبب الغرور والأنانية والنرجسية والعمل الأحادي، إضافة إلى عدم سعيهم لمصلحة التشكيل السعودي، وعرقلة تحقيق توجه واهتمام الوزارة بالمشهد الثقافي بشكل عام والتشكيل بصفة خاصة. وأوضح أنه قبل حل المجلس لم يتكلم أحد منهم بأي رأي أو نقد أوملاحظة "وكل شيء تمام"، وأن المستائين استقالوا، بينما تمسك آخرون بالمقعد "الخربان" على أمل ظهور تنظيمات وتعاميم وزارية في صالحهم. واستطرد أنه بعد حل المجلس ظهرت الفضائح والخلافات والصراعات التي كانت بينهم، وتبادل الاتهامات والعديد من الإشكاليات، منها شعار الجمعية والميزانية، والمقر والمكافآت والأنشطة ال 14، داعياً إلى فتح أربعة مراكز رئيسة للجمعية في الرياض، وجدة، والدمام، والطائف على أن تكون مقارها في فروع جمعية الثقافة والفنون مؤقتا لحين إيجاد مقر مستقل لكل مركز، وتكون مرتبطة بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية مباشرة. وشدد على عدم صرف مكافآت لرئيس وأعضاء المجلس؛ لأنهم متطوعون رشحوا أنفسهم ولم يجبرهم أحد كما هو متبع في جمعيات العالم، مشترطاً على المرشح لمجلس الإدارة توفر الكفاءة والمؤهل العلمي الفني، والخبرة الإدارية وأن يكون من الممارسين للفن، إضافة إلى توفر الدعم المالي والاستعانة ببعض الشخصيات المؤثرة والمهمة كمستشارين في مجلس الإدارة، وتعيين كادر إداري يقوم بمهام السكرتارية والمحاسبة والعلاقات العامة والاتصال. وبين في ختام حديث إلى "الوطن" أن الجمعية لا تملك عصا سحرية لتغيير الوضع، وأن الفنان الجاد لا يحتاج إلى دعم أو رعاية أو جهة يعتمد عليها في تحقيق طموحاته "ففاقد الشيء لا يعطيه"، مردفاً أن الفنانين العالميين لم يعتمدوا على الجمعيات أو النقابات أوالمؤسسات في وصولهم للمستويات العالمية التي بها أصبحوا رواداً ونهجاً ورموزاً لتاريخ فنونهم، وحضارة أوطانهم وتراثاًُ لأمتهم الخالدة. يذكر أن فلمبان شارك في الورش والمعامل الفنية التي أقيمت في إيطاليا لتنفيذ الأعمال الفنية لجداريات مكة، ووضع اللمسات النهائية لمشروع الدورات الفنية في إيطاليا للفنانين السعوديين الشباب في مجال النحت، والرسم والحفر اليدوي، والجرافيك والتصميم، إلى جانب الإعداد لكتابين في مجال التشكيل السعودي مع الدكتور فؤاد مغربل، كما كرم بالجائزة الأولى برعاية دائرة الفنون في مقاطعة لاتسيو.