سؤال يتردد هذه الأيام، وهو كيف تستطيع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية القيام بدورها في الساحة التشكيلية المحلية. وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تأسيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وقبل أيام معدودات من انعقاد الجمعية العمومية في الرياض، بعد أن ثبت أن مجلس الإدارة الحالية لم يستطع القيام بدوره، ولا برؤاهم التي أقاموا الدنيا وأقعدوها، سوى الإعلان عن مسابقة شعار الجمعية، التي يمكن أن يتولاه “دكان” خطاّط ورسام، والمعرض الجماعي الذي أقيم باستحياء، ولم نسمع عنه، ولم يبلغ الأعضاء الذين سددوا الرسوم. هناك 307 عضوًا من المؤسسين وغيرهم من محبي هذا الفن الجميل، قادرون على دعم الجمعية بما أوتوا من قوة وعزيمة وإيمان وانتماء للوطن وللفن الذي في وجدانهم وكيانهم، إذا ما وجدوا الجدية والعمل الواقعي الظاهر للعيان والبيان. وهناك أشخاص مؤهلون على تفعيل الجمعية بما في داخلهم وفكرهم وثقافتهم من حماس، وتحقيق توجهات الوزارة لمواكبة التطورات، وتفعيلها ودفع حركتها والنهوض بها، وتطويرها بما يتلائم والتقدم السريع التي تشهدها المملكة في جميع المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. ومن هنا أطرح بعض الاقتراحات قد تكون في بعضها قاسية، ولكن هذه الحقيقة ومن خلال مواكبتي للساحة التشكيلية: 1/ إلغاء الانتخابات المباشرة، وعلى الوزارة تعين أعضاء مجلس الإدارة بمعرفتها من خلال الأسماء المتقدمة للترشيح، ومن واقع معرفتها بهم، طالما أن الجمعية تحت مظلتها وكيانها وضوابطها وسياستها. 2/ أن لا يكون الرئيس فنانًا، بل مهتمًا بالفن وقريبًا من الفنانين يتمتع بتطلعات التشكيل السعودي، والسير به لملاحقة ركض الأمم المتقدمة في هذا المجال القادر على التعامل والتحاور بثقافة ووعي عاليين، ووضع أسس وخطط في التعامل الاجتماعي، يتمتع بقدر عالٍ من رحابة الصدر والديناميكية والخبرة الإدارية، والتعامل مع التقنيات الحديثة مزوّدًا بالفكر الراقي والثقافة العالية، مسلحًا بالدراسة العلمية والتأهيل الفني، يتصف بقوة الشخصية القيادية، يتمتع ببصر وبصيرة، سمعته جيدة، نزيهًا، أمينًا، محايدًا. 3/ يكون عمل المتقدم لعضوية مجلس الإدارة متطوعًا ويشترط فيه أن يكون متفرغًا، مع توفر الكفاءة، ومن الممارسين للفن، ينظرون إلى الأمور بحكمة وبصيرة، ممن يحملون أفكارًا تخطيطية مستقبلية، يسعون إلى التطوير، قادرون على تفعيلها وتنفيذها، والتعامل مع التقنيات الحديثة، ومن المعروفين في الساحة التشكيلية، هاجسهم هموم التشكيل السعودي، ويسعون إلى مصلحته العامة من مبدأ: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان” غير معقد ولا مكابر أوجاحد، ومن المواكبين المواصلين والمتصلين عن قرب بالفن والفنانين. 4/ استثناء المرأة في عضوية مجلس الإدارة، ويمكن اختيارها كمساعدة أو مراقبة. 5/ فتح مركزين رئيسين للجمعية (1) الوسطى تتبعها الشرقية والشمالية (2) الغربية، وتتبعها المدينةالمنورة والجنوبية والطائف، وتكون مرتبطة مباشرة بالوزارة، لتسهيل العمل ومرونته وسرعته؛ نظرًا لكبر مساحة المملكة واتّساع رقعتها، شأنها شأن بقية القطاعات الحكومية والرسمية، ويمكن استعارة مقار جمعية الثقافة والفنون مؤقتًا لحين إيجاد مقر مستقل لكل مركز. 6/ إعادة النظر في الكثير من مواد اللائحة الأساسية. 7/ يجب أن لا يفهم الزملاء الفنانون أن الجمعية ستحقق أحلامهم وتملك العصا السحرية لتغير الوضع وستفرش لهم طريق الفن بالورد والريحان وستقدم ما يرضي الجميع من رغبات وطموحات، وتوفر لهم الجوائز والمسابقات وتخلق لهم التميز والوصول إلى العالمية! فالفنان الجاد الأصيل، لا يحتاج إلى دعم أو رعاية أو جهة يعتمد عليها في تحقيق طموحاته (ففاقد الشيء لايعطيه) فالجهد والمثابرة والعمل الدؤب المخلص، هي العوامل التي توصل الفنان إلى مبتغاه. الفنانون العالميون لم يعتمدوا قط على الجمعيات أو النقابات أو المؤسسات في وصولهم لهذه المستويات العالمية، والتي بها أصبحوا روّادًا ونهجًا ورموزًا لتاريخ فنونهم وحضارة أوطانهم وتراثًا لأمتهم الخالدة.