تتجه وزارة التربية والتعليم للتعامل بحزم وشدة مع المدارس الأهلية المخالفة والمتهاونة من خلال إنشاء هيئة مستقلة لمتابعة وتقييم المدارس ووضع معايير سواء للمدرسة أو المعلمين أو لمستويات المدرسة، فيما تعهد وزير التربية الأمير فيصل بن عبدالله أن ينال المقصر جزاءه تجاه حادثة الحريق بمدرسة جدة. وأكد خلال حفل التكريم الذي نظمته التربية لمتقاعديها بمقر الوزارة بالرياض أمس، أنه سيعلن بكل شفافية ما تتوصل إليه الجهات المختصة والجهات المعنية من نتائج حيال حريق مدرسة جدة للبنات؛ لتتخذ الإجراءات التي تحقق السلامة وتردع كل من يتهاون في أداء دوره. وقال الوزير "أقدم أحر التعازي باسم الوزارة إلى ذوي المعلمتين ريم النهاري وغدير كتوعة اللتين وافاهما الأجل في حادثة حريق مدرسة براعم الوطن الأهلية في جدة، بعد أن قدمتا روحيهما في سبيل إنقاذ الطالبات، سائلا الله أن يتغمدهما بواسع رحمته ولمن أصيب في هذا الحادث الشفاء العاجل "، مبيناً أن أرواح الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات غالية. وفي خطابه إلى المتقاعدين، أكد وزير التربية أنهم حملوا أمانة عظيمة في تنشئة الأجيال وحملوا هذا الدين العظيم، وهم صناع حضارة الوطن وحماته، مشيرا إلى أن المسؤولية تجاههم لا يوازيها من حيث الأهمية أي شيء والتي من أهم أركانها التعليم الذي رفعت شأنه الشريعة الإسلامية. وقال "هناك نسبة كبيرة من المجتمع على مقاعد الدراسة في مدارس التعليم العام والجامعي وهذا يعني أننا نعيش نقلة تستدعي منا التطوير وتحسين مخرجاتنا؛ من خلال الاستثمار في التعليم؛ كونه من أهم ركائز الاقتصاد العالمي الجديد القائم على المعرفة". وأكد أن الأمة التي لا تحسن استثمار مصادر قوتها لا يمكن أن تتحكم في مستقبلها؛ ولذلك فإن إستراتيجية التطوير التعليمية المقبلة تسير في هذا التوجه للإسهام في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والمواطنين نحو مملكة المعرفة. وأضاف مخاطباً المتقاعدين "إنكم تبدؤون اليوم مرحلة جديدة في حياتكم والمتأمل في سير كثير من العظماء والمبرزين والناجحين يجد أن التقاعد لم يعقهم عن مهام أعمق وأكثر أهمية وفائدة لهم ولأوطانهم، بل كان فرصة مشرفة أضاءت لهم دروباً أوسع، فبالتحقيق الجيد والأهداف المناسبة يمكن أن يبدأ الإنسان من حيث انتهت خبراته العملية فيستثمر خبرته وطاقته في طريق جديد ملئ بالإنجازات".