عبدالله بن فرحان العنزي، طالب الثالث ثانوي في إحدى مدارس الرياض الأهلية، يمثل أنموذجاً للشباب السعودي الذي فضل العمل في أوقات فراغه بدلا من قضائه في أشياء غير مفيدة، ليحصل بذلك على راتب قدره 4 آلاف ريال شهريا يصرف منها ألفي ريال قسط مدرسته والباقي يكفيه لمتطلبات شهره دون أن يثقل على عائلته بشيء. عبدالله، بثقته بنفسه وخفة حركته، ومهارته يلفت نظر من يريد كوباً من الكابتشينو مصنوعة بأيدي شباب سعوديين نفضوا غبار الكسل عن كواهلهم، ولم يلتفتوا إلى إحباط بسطاء الناس الذين يرتادون العديد من صالات ومطاعم ومقاه ومحلات المشروبات الساخنة والباردة المنتشرة في مطار الملك خالد بالرياض. وفي حديثه إلى "الوطن"، يقول العنزي (18 عاما)، الذي يرفض لبس "الملاية" على الرغم من كونها إجبارية في عمله بسبب إحراج البسطاء له من كونه سعوديا، ويعمل في هذه المهنة، إن أجمل كلمة سمعها خلال عمله من مدير مطار جازان، الذي قال له: كنت أتمنى أن أرى سعوديا يعمل في مطعم أو كافيتيريا وهذا قد شاهدته بعيني بفضل شجاعتك وشجاعة من هم مثلك من شباب المستقبل. وفي مقابل ذلك يتذمر العنزي من بعض البسطاء، ويقول: نعاني من تعليقات قاسية من بعض المواطنين السطحيين الذين يهتمون بالمظاهر، بل إن أحد سائقي الأجرة غير الرسميين في المطار يستخف بعملي ويدعوني للعمل معه، معتبراً أن وظيفته أفضل من وظيفتي. وأضاف العنزي أنه يعمل يوميا من الساعة الرابعة عصرا وحتى منتصف الليل يوميا، ويتمتع بيوم إجازة واحد في الأسبوع، يحرص على أن يلتقي خلاله بأصدقائه. لافتاً إلى أنه يكون خلال الفترة الصباحية في مدرسته، وأنه يدفع نصف مرتبه كقسط مدرسي، حتى يحظى بتعليم جيد يؤهله للحصول على بعثة في الخارج. ويوضح العنزي أنه تلقى تدريبا في مقر عمله على جميع الآلات الخاصة بالأطعمة والمشروبات وأنه يجيد التعامل مع جميع الآلات، وأنه يعمل بجد لخدمة الزبائن لأنه مؤمن بأن العمل الجاد هو ما يوصل الشخص إلى أعلى المراتب. وتمنى العنزي أن يكون مثالاً يحتذى من قبل الشباب السعودي الذين يعانون من الفراغ ويقضون وقتاً طويلاً في الشوارع، أو أولئك الباحثين عن إعانات برنامج حافز أو استجداء العائلة للحصول على مصروفهم، مؤكداً قناعته بأن العمل له متعة لا يضاهيها شيء أبداً متى ما أخلص المرء فيه.