أوضح زوج الفقيدة تغريد كتوعة، المهندس محمد صالح باجنيد أن زيارة الأمير خالد الفيصل غير مستغربة من أب عُرف عنه تلمس حاجات الجميع والوقوف إلى جانبهم سواء في أفراحهم أو أتراحهم، مضيفا "لا شك أن زيارة الأمير لنا ستخفف من المصاب الجلل". وأشار إلى "الوطن" بعد مغادرة أمير المنطقة لمنزله بحي السامر بعد أدائه واجب العزاء، إلى أن زوجته – رحمها الله- عادت الأسبوع الماضي من مدرستها وهي سعيدة، بعد أن نفذت المدرسة تجربة فرضية للإخلاء العلوي، التي تنفذ عادة في حالات السيول القوية. وأضاف أن البهجة كانت تشع من وجهها، موضحا أنها أخبرته عن كافة تفاصيل خطة الإخلاء الفرضية، حيث كانت ممتنة من التجاوب السريع والناجح من قبل المعلمات والطالبات كافة. وقبل أن يكمل باجنيد كلامه انتابته موجة حزن شديدة وأخذ المعزون وأقاربه المحيطون به يترحمون على الفقيدة ليكمل "الحمدلله على قضائه وقدره، لم تكن تعلم الفقيدة أنها ستقضي في حادث حريق في ذات المكان الذي طُبقت فيه منذ أيام قليلة خطة إخلاء فرضية للهروب من السيول". وفيما كانت الحركة دؤوبة في منزل آل كتوعة شرق محافظة جدة، أشار باجنيد إلى أنه يحتسب زوجته الفقيدة شهيدة بإذن الله تعالى سائلا الله عز وجل أن يجمعهم بها وبجميع المسلمين في الفردوس الأعلى. من جهتها، عبرت جدة المعلمة ريم عامر نهاري التي لقيت حتفها أمس أثناء محاولتها إنقاذ عدد من طالبات مدارس براعم الوطن عن بالغ أساها وحزنها على فقدان حفيدتها معلمة التربية الدينية والتي قضت أمس متأثرة بجراح عميقة في رأسها. وأكدت الجدة أن حفيدتها كانت بارة بعائلتها وملتزمة، مضيفة أنها منذ وفاة والدتها - رحمها الله - تحملت إعالة أشقائها السبعة ومنهم شقيقها المعاق الذي فقد والدته في سن ثلاث سنوات والبالغ 13 عاما رافضة الارتباط بأي زوج. وعن حادثة وفاتها أشارت الجدة إلى أن الفقيدة أنقذت 20 طالبة من براعم الوطن وكانت - رحمها الله - تلقيهن الواحدة تلو الأخرى بحرص وعناية ولما بلغت النار محلها وانتهت من تأمين جميع الصغيرات ألقت بنفسها وسقطت على حديدة كانت تحت المبنى لتلقى حتفها على الفور، مبينة أنها توفيت وهي صائمة. وطالبت الجدة أن تلقى عائلة ريم عناية ولاة الأمر بأن تحصل أسرتها على سكن يحميها من الطرد ودفع الإيجار المتراكم عليها، وأن توفر وزارة الشؤون مكانا لإيواء شقيق ريم المعاق.