عبر طائرة أنتونوف "antonov"، التي تعد من أكبر طائرات الشحن في العالم، وصلت إلى مدينة جدة معدات وآليات العمل في مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول، لتباشر إدارة المشروع عملها بهذه المعدات معتمدة على خرائط الليدار العالمية التي نجحت في تحديد مستوى مناسيب المياه، واتجاه المجاري الطبيعية لمياه الأمطار. إدارة المشروع أعدت الدراسات الميدانية والهندسية لبدء العمل، فحفرت نحو ۷50 ألف متر مكعب، ومدت 22 ألف متر من الأنابيب الأسمنتية والحديدية، وأنشأت قرابة 160 غرفة تفتيش، و400 نقطة لتجميع المياه، وفحصت ۷۷ ألف متر من شبكات التصريف القائمة بمحافظة جدة، بعد أن وردت 41 مضخّة، 25 منها لرفع المياه من الأنفاق، و 16 أخرى متنقلة للطوارئ. ولمواجهة ضخامة المشروعات نشرت إدارة المشروع 2600 موظف في أرض جدة، منهم 2000 عامل، و400 مشغّل آليات، و200 مهندس ومدير مشروع، و900 مركبة وآلية في مناطق العمل، بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجمارك وميناء جدة الإسلامي، وغيرها من الجهات ذات العلاقة لتسهيل توريد المعدات، وتسريع سير العمل. تحديات الإنجاز المشروع الضخم الذي أحس به سكان جدة أنفسهم، واجه تحديات صعبة، تطلبت حلولا مبتكرة، لم يعجز العاملون فيه عن تقديمها وتطبيقها، ومن أبرز التحديات عدم وجود خرائط بنية تحتية محدّثة، وتطلب تخطيها إيجاد الحلول الهندسية السريعة، إضافة إلى استخدام أحدث أجهزة استكشاف للبنية التحتية التي استوردت عن طريق الجو. ومن التحديات التي واجهها المشروع أثناء سير عمله، الكثافة المرورية في مواقع العمل، وتطلب تخطيها بالاستعانة باستشاريين متخصصين لوضع الخطط المرورية لتفادي الازدحام، وتخصيص أعداد كافية من منظمي حركة السير وزيادة اللوحات الإرشادية في جميع المناطق. وبرز من بين التحديات، مشكلة التنسيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة، وتمكنت إدارة المشروع من التغلب على هذا التحدي من خلال تخصيص مشرفين من الشركة الاستشارية وإدارة المشروع على مدار الساعة، إضافة إلى طلب تعيين ممثلين عن جميع الجهات، وعقد اجتماعات تنسيقية. وواجه المنفذون أيضا، مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ولكنهم استطاعوا تخطيه عبر تجهيز جميع المواقع بمعدات كافيه لسحب المياه لأقرب نقاط تصريف. الحلول الدائمة وفي شأن العمل في الحلول الدائمة لتصريف الأمطار والسيول فقد بدء تنفيذ التصاميم التفصيلية للسدود الجديدة، كما جرى الانتهاء من مراجعة العروض الفنية للشركات التي ستنفذ الأعمال الجيولوجية والجيوتقنية في مواقع السدود الجديدة، وكذلك الانتهاء من أعمال المسح الميداني للمواقع المقترحة للسدود، ومعالجة جميع الملاحظات الناتجة عن ورشة العمل الثانية. بعد ذلك، بدأت إدارة المشروع العمل في الخطوات الأولية لوضع التصور العام لتصريف مياه الأمطار بالاستفادة من خرائط الليدار، إلى جانب الحصول على الموافقة من الجهات ذات الصلة لاعتماد الطريق النهائي لقناة الأمطار بعد سلسلة من الاجتماعات المتواصلة، ومن ثم البدء في إجراءات حصر ونزع ملكيات الأراضي الواقعة في مناطق إنشاء السدود الجديدة، والحصول على تصاريح العمل في تلك المناطق. تطوير الأحياء العشوائية بدأ العمل في عنصر التخطيط المدني للأحياء العشوائية مع استشاري المشروع، عبر إضافة منطقة الحرازات إلى العشوائيات المزمع تطويرها، ليصبح عدد الأحياء المشمولة 10 أحياء، والبدء في فحص المعلومات المتوافرة والنظر في مدى الاعتماد عليها في وضع الخطة العامة لتطوير الأحياء العشوائية، إلى جانب عقد سلسلة اجتماعات مع الجهات ذات العلاقة للمشاركة في توفير المعلومات اللازمة لتطوير الأحياء العشوائية. خطة الصرف الصحي وانطلق العمل في عنصر الإشراف على التخطيط لمياه الصرف الصحي بمدينة جدة مع استشاري المشروع، ومراجعة الخطة العامة لمياه الصرف الصحي التي يُعدها استشاري شركة المياه الوطنية، إذ نفذ فريق مكوّن من إدارة المشروع وشركة ايكوم وشركة المياه الوطنية جولات شملت نحو ۱9 موقعاً لتحديد نطاق العمل، كما جرى بدء العمل في عنصر معالجة المياه السطحية والجوفية في ۱9 نقطة حرجة، حيث يدرس الاستشاري حاليا التصميم الذي أعد مسبقاً من قبل شركة "خطيب وعلمي". خرائط الليدار استعانت إدارة المشروع بخرائط الليدار العالمية الحديثة التي وفرت ميزات عدة لسير العمل ودقته، من أهمها: تحديد مستوى المناسيب بشكل دقيق، تحديد المناطق الحرجة بدقّة، تحديد اتجاه المجاري الطبيعية لمياه الأمطار، تحديد مستوى المناسيب في المناطق بشكل دقيق، تحديد المناطق الحرجة، وتحديد اتجاه المجاري الطبيعية لمياه الأمطار. كما استعانت بنظام المعلومات الجيورافي، وأنهت في هذا الخصوص إضافة 95 خريطة تحتوي على معلومات عن مختلف شبكات البنية التحتية المتوفرة حالياً في مدينة جدة، وتحتوي هذه الخرائط على معلومات مثل نوع وحجم وموقع وطول هذه الشبكات.