بخلاف حالات التكدس التي كانت تشهدها صالات المغادرة لمطار الملك عبدالعزيز في مواسم الحج الماضية وزيادة أعداد الحجاج المغادرين إلى ديارهم وتخوف حجاج الجو من ذلك، فقد كانت الانسيابية والتنظيم العنوان الأبرز في صالات المغادرة الشمالية والجنوبية وصالة الحج والعمرة. وهو ما أكده محمود علي (حاج مصري) قائلاً "على عكس ما سمعنا فالأمور تسير بانسيابية وتنظيم رغم زيادة أعداد الحجاج المغادرين"، فيما بين محمد عبدالقادر "أنه ليس هناك ما يدعو لقلق الحجاج من التكدس في المطار كلما التزموا بمواعيد الرحلات ووصولهم في الوقت المحدد لهم". تفويج بلا تكدس وقد شهد مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة أمس انسيابية في حركة تفويج الحجاج ومغادرتهم المملكة، عبر صالاته الثلاث الشمالية والجنوبية وصالة الحج والعمرة، خلافا للأعوام السابقة التي كانت تشهد تكدساً يعرقل حركة السفر اليومية في الصالتين الشمالية والجنوبية. وعبّر عدد من الحجاج التقتهم "الوطن" في جولة ميدانية على صالات مطار جدة الثلاث برفقة مساعد مدير الصالة الجنوبية محمد الشريف ورئيس الصالة الجنوبية عاصم المحمد ومدير صالة الحج والعمرة سامي بدر، عن ارتياحهم بسهولة إجراءات المغادرة، التي يتلقون خلالها هدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأشار عدد منهم إلى أنهم كانوا يتخوفون مما سمعوا عنه من تكدس في موسم العمرة الماضي ومواسم الحج السابقة، غير أنهم أكدوا أن ما شهدوه من تيسير وسهولة عند دخولهم المملكة وخلال أداء مناسك الحج وخلال إجراءات المغادرة شيء جيد وجهود مشكورة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين. تنظيم من جهته أوضح مدير مطار الملك عبدالعزيز بجدة المهندس محمد في حديثه إلى "الوطن" أن موسم الحج يختلف عن موسم العمرة بالتفويج والذي يتم من خلاله تنظيم حركة الحجاج بالكامل بالتنسيق مع جميع الجهات المختصة، مشيراً إلى أنه تم عمل نقاط تفتيش مشتركة في مداخل الصالات الثلاثة تسمح بالدخول فقط لمن لديه رحلة مؤكدة خلال 6 ساعات، كما أنه تم تنظيم دخول وخروج المسافرين داخل صالات المغادرة والوصول، كما تم توسعة منطقة تفتيش الركاب في الصالة الشمالية وإضافة مسار لذوي الاحتياجات الخاصة، وتغيير موقع المسجد لموقع أفضل، وتوسعة صالة الدرجة الأولى وإضافة مكتب خدمة للاستعلامات وللإعلان عن الرحلات في صالة المغادرة. 115 رحلة فيما أوضح مدير صالة الحج والعمرة سامي بدر "أن عدد الحجاج المغادرين من منتصف ليل الجمعة وحتى الثالثة من عصر أمس بلغ 31 ألفاً و923 حاجاً عبر 115 رحلة"، فيما وصل عدد الحجاج المغادرين حتى الثالثة عصر أمس "133 ألفاً و613 حاجاً عبر 511 رحلة". وأشار بدر إلى أنه تم التنسيق للاستفادة من الصالتين الشمالية والجنوبية لإنهاء إجراءات الحجاج المغادرين بالرحلات المجدولة، بالتنسيق بين إدارة المطار والجهات المعنية للرحلات ذات الأعداد البسيطة. وبين أن معدل التأخير بالنسبة لرحلات الحجاج لا يتجاوز ساعة واحدة ويكون ذلك لظروف خارجية تعود ل"الطقس أو تأخير وصول طائرات الحجاج من مطاراتهم وكثافة التشغيل"، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً مباشراً لتفعيل دور اللجان المختصة بتسريع مغادرة الحجاج. وأضاف بدر "كما تم التنسيق على أن لا يتجاوز معدل المغادرة للطائرات ذات الأحجام الكبيرة 7 رحلات بالساعة مما يعطي انسيابية أكبر في الحركة والتحكم؛ بحيث لا يصل عدد الحجاج المغادرين في الساعة الواحدة إلى 3500 حاج في أوقات الذروة في صالات الحج والعمرة". انضباط إلى ذلك بين مدير العلاقات العامة بهيئة الطيران المدني خالد الخيبري أن هناك تحسناً ملموساً في معدل الانضباط من قبل شركات الطيران مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أنه "في حال تأخير الطائرة 3 ساعات يتم تأمين وجبة الغذاء للمسافرين وفي حال زيادتها يتم توفير تسكينهم في الفنادق". وبين الخيبري أنه تم استخدام مبنى صالة الحج والعمرة للرحلات المجدولة ذات الأعداد الكبيرة بالتنسيق مع الجهات المعنية، وقال "إن عدد الشركات التي تنقل الحجاج بما فيها الخطوط السعودية يبلغ 84 شركة، تم السماح ل 22 شركة طيران باستخدام الصالتين الشمالية والجنوبية من خلال أخذ أعداد بسيطة من الحجاج للرحلات المجدولة، فيما يتم إنهاء إجراءات الشركات الباقية عبر صالة الحج والعمرة لتلافي ما حدث خلال الأعوام السابقة". وذكر أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن"25511 حاجاً قد غادروا المملكة ظهر أمس فقط على متن 92 رحلة دولية غادرت عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي، فيما غادر 2921 حاجا أمس عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة على متن 16 رحلة دولية". وأوضح أن العمل في مطاري الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة بالتعاون مع مختلف الجهات يسير وفق ما هو مخطط له مسبقا لإنهاء إجراءات الحجاج المغادرين بكل يسر وسهولة، خلال فترة المغادرة التي تمتد إلى الخامس عشر من الشهر الجاري.