رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سورية، مشيرا إلى وصول الأزمة السورية إلى "مرحلة مهمة تكشف العزلة الدبلوماسية المتصاعدة" لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال الرئيس الأميركي في بيان أصدره البيت الأبيض أمس: أحيي القرارات المهمة التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم ومن بينها تعليق عضوية سورية في المنظمة بعد "إخفاق النظام السوري الفاضح في الالتزام بتعهداته" بوقف قمع تظاهرات المعارضة وانتهاكات حقوق الإنسان. ومن جانبه أكد الاتحاد الأوروبي دعمه التام لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية إلى أن ينفذ الرئيس الأسد خطة العمل التي عرضتها الجامعة لوقف العنف ضد المحتجين. وذكر متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون "ندعم كليا القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم التي تظهر تزايد عزلة النظام السوري". وأضاف مايكل مان "أننا نحيي عرض الجامعة العربية وقف أعمال العنف وإجراء الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري منذ أشهر". كما رحّب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بالقرار، موضحا أن قرار تعليق نشاط سورية في الجامعة العربية حتى يتوقف نظامها عن قمع المدنيين وينفذ التزاماته يعكس إحباط الدول العربية الأعضاء من التعنت المستمر للنظام السوري. كما رحب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بقرار الجامعة، وقال على هامش المؤتمر الخاص الذي عقده الحزب الديمقراطي الحر في فرانكفورت، إن هذه الخطوة تعد إسهاما مهما بالنسبة للمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على نظام الرئيس السوري. وأضاف أن القرار يعد أيضا إشارة مهمة إلى هؤلاء الشركاء في مجلس الأمن الذين يعارضون صدور قرار بالإجماع بشأن سورية، ودعا الوزير الألماني هؤلاء الأعضاء إلى مراجعة معارضتهم لهذا القرار. ورأى أن قرار مجلس الجامعة العربية من شأنه أن يعزز جهود المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على نظام الأسد كما أنه يعد إسهاما مهما من أجل وقف القمع في سورية. وأضاف الوزير الألماني أن بلاده تصر على أن يكون لهذا القرار أثر على الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "التي تتهرب حتى الآن من اتخاذ قرار حاسم". وفي المقابل رأت المعارضة السورية بالقاهرة "أن قرار الجامعة اتبع صيغة الحل الوسط والتوافقي بين من يطالب بتجميد كامل لعضوية سورية، وبين من يحاول الحفاظ علي روح المبادرة العربية وتفعيلها، دون الوصول إلى تدويل للقضية". وذكر المعارض فرحان مطر في تصريح ل"الوطن" أن القرار "لا يعبر عن روح الشارع السوري الذي يقتل منه العشرات كل ساعة، وكان يجب أن تتأكد الجامعة بنفسها من أن نظام الأسد الذي وافق على مبادرتها كان يكذب ويماطل من أجل كسب الوقت، للقضاء على مزيد من السوريين". وانتهى مطر "القرار أمهل بشار فرصة إضافية، كي ينكل بشعبنا، وكان يجب أن يكون قراره أكثر حزما، وصرامة بتجميد فوري لعضوية النظام البائس القاتل". من جهته وصف السفير المصري السابق في سورية محمود شكري بالضعيف، وقال: "كان يجب على الجامعة أن تلزم سورية سياسيا بقرارات المبادرة، بدلا من اللجوء للمقاطعة، لأن المقاطعة ليس من ورائها فائدة".