رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت، بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا مشيراً إلى وصول الأزمة السورية إلى "مرحلة مهمة تكشف العزلة الدبلوماسية المتصاعدة" لنظام الرئيس بشار الأسد"، وسط ترحيب مماثل من دول ومنظمات غربية عديدة . وقال الرئيس الأمريكي في بيان أصدره البيت الأبيض: "إنني أحيي القرارات المهمة التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم ومن بينها تعليق عضوية سوريا" في المنظمة بعد "إخفاق النظام السوري الفاضح في الالتزام بتعهداته" بوقف قمع تظاهرات المعارضة وانتهاكات حقوق الإنسان. من جهتها، وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا بأنه "موقف تاريخي". وأضافت كلينتون في بيان، أن "الجامعة العربية اتخذت اليوم موقفا قويا وتاريخيا يهدف إلى وقف العنف في سوريا وحماية المدنيين السوريين" مشيرة إلى أن "الولاياتالمتحدة تثني على الموقف المبدئي الذي اتخذته الجامعة العربية وتدعم التنفيذ الكامل لجهودها لتوفير نهاية سلمية للازمة". وأوضحت أن "فشل نظام الأسد مرة أخرى في الاستجابة لدعوة الدول الإقليمية والمجتمع الدولي يؤكد الواقع بأنه فقد كل مصداقيته". من جهته، أعرب الاتحاد الأوروبي السبت، عن دعمه التام لقرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا إلى أن يلتزم الرئيس بشار الأسد بتنفيذ خطة العمل التي عرضتها عليه الجامعة لوقف العنف ضد المحتجين. وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ل"فرانس برس": "ندعم كليا القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم والتي تظهر تزايد عزلة النظام السوري". وأضاف مايكل مان المتحدث باسم آشتون "إننا نحيي عرض الجامعة العربية وقف أعمال العنف وإجراء الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري منذ أشهر". وفي لندن، أشاد وزير الخارجية البريطانية ويليام هيج السبت بما قال إنه "حزم" الجامعة العربية التي علقت عضوية سوريا في قرار يعكس "الإحباط الذي يشعر به أعضاؤها من تعنت الرئيس الأسد". وقال الوزير في بيان: إن قرار تعليق عضوية سوريا " يظهر الإحباط الذي يشعر به أعضاء الجامعة العربية حيال تعنت الرئيس الأسد". كما رحبت وزارة الخارجية الألمانية هنا اليوم بالقرار، الذي اعتبره وزير الخارجية الاتحادي غيدو فسترفيلله إشارة مهمة إلى النظام السوري، معرباً عن أمله في أن يساعد القرار على إقناع المعارضين في مجلس الأمن لفرض عقوبات أكثر صرامة على النظام السوري قائلاً: إن حكومة بلاده "تقف الى جانب الذين يسعون في سوريا إلى دولة القانون وحقوق الإنسان". من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية: إن قرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا لابد أن يحفز مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد وإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأشار فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط و شمال أفريقيا بالمنظمة إلى "أن قرار الجامعة يرسل إشارة واضحة لدمشق بضرورة وقف الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان ضد المتظاهرين السلميين" وكانت الجامعة العربية قد قررت خلال اجتماع في مقرها في السبت "تعليق مشاركة وفد حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 نوفمبر الجاري إلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة في الثاني من الشهر الجاري". كما طالب القرار "الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق"، لكنه اعتبر ذلك "قرارا سياديا لكل دولة", كما اتفق الوزراء على "توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية" على الحكومة السورية. فيما أعلنت السلطات السورية رفضها لتلك القرارات مشيؤةً إلى أنها "تتعارض مع ميثاق الجامعة العربية".