يجمع الخبير الاقتصادي الدكتور عبد العزيز محمد الدخيل في كتابه "التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية: قراءة نقدية " بين رؤيته للمشهد الاقتصادي في البلاد، وسجل التاريخ الاقتصادي للمملكة، راصداً جذور القضايا الاقتصادية التي تواجهها اليوم، ومسهماً في البحث عن رؤية جديدة وحلول لهذه القضايا في كتابه الصادر أخيرا عن دار الساقي اللبنانية في 944 صفحة. وتتبع الدخيل التنمية الاقتصادية في السعودية منذ بدايتها كمتخصّص في علم الاقتصاد ومسؤول في وزارة المالية ، ذاكراً في أحد الفصول أنه عندما اكتشف البترول في المملكة العربية السعودية عام 1938م، لم يكن قد مضى على توحيد البلاد وجمع أجزائها في كيان سياسي واحد إلا سنوات قليلة، حيث تغطي الصحراء معظم أراضيها وتقلّ فيها الأمطار، تنعدم بين أجزائها المتباعدة المواصلات وتفتقر إلى المدارس والمستشفيات، مشيراً إلى أن أوضاع المملكة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية آنذاك كانت تجعلها في أمسّ الحاجة إلى التنمية. متوقفاً عند تواضع إنتاج البترول بعد الحرب الكونية الثانية، ثم بدأ يرتفع شيئا فشيئاً ويرتفع معه الدخل الحكومي، إلى أن بدأت مسيرة التنمية الاقتصادية وأخذت منهجاً تخطيطياً مع بداية الخطة الخمسية الأولى عام 1970.