يأسف الكاتب الدكتور علي سعد الموسى لأن مجتمعه السعودي لم يخلف للأجيال القادمة سوى الصراعات والطبطبة على الجراح المزمنة كطوابع بريد مكررة، حسب قوله خلال الأمسية الثقافية (قلمٌ وابتعاث) التي استضافتهاالملحقية الثقافية السعودية بماليزيا في النادي السعودي أول من أمس لتسليط الضوء على تجربته مع الكتابة والابتعاث، في حضورتقدمه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا محمد رضا أبوالحمايل ومجموعة من الدبلوماسيين والمبتعثين. وسرد الموسى تجربته في صحيفة الوطن قائلاً: إنها كانت وليدة الصدفة شارك فيها أول رئيس لتحريرالوطن قينان الغامدي ، بدأت مترجما عندما تقدمت الصحيفة بطلب إلى الجامعة تبحث عن مترجم، ثم اكتشفتُ أن العمل الإعلامي مرِنٌ جداً رغم الهالة المهيبة التي تحيط به من الخارج، واستمررت أعمل كمترجم إلى أن طُلب مني أن أكتب مقالاً في الرأي السياسي، وبعد عدة أيام طُلِب مني مقال آخر وهكذا إلى أن تم اعتمادي ككاتب رسمي، وذكر الموسى أن بداياته في الكتابة جلبت له كثيراً من الشائعات والمتاعب، وفي مداخلات الأمسية التي أدارها المشرف الثقافي بالملحقية محمد المسعودي ، وعن رأيه في تجربة التعليم بماليزيا قال الموسى : "إن ماليزيا حققت كثيرا من المنجزات فالإمكانات البسيطة جعلت منها نمراً آسيوياً عولميا عالميا وهذا يحزننا لأننا للأسف حتى الآن لم نقدم بكل إمكاناتنا حتى هذه اللحظة تجربةٌ واحدة تستحق، ولكن ذلك يجعلنا نقرأ التجربة بكل أبعادها والأمل في وجود 1250 مبتعثاً ومبتعثة يمثلون ثروة حقيقية ومكسبا لنا للاستفادة من هذا البلد الإسلامي العظيم ". وعن تراجعه في قوة الطرح بين زاويته الأولى (حرف جر) و زاويته الحالية (ضمير متصل) نفى ذلك وذكر أنه لم يتراجع أبداً في طرحه ولكنه خفف لغته ، واعترف أن طرح الكتّاب اليوم مهما وصل من جرأة فإنه لن يطيح بمسؤول مخطئ ، وأن الكتابة في كثير من الأحيان تعد جزءاً من منظومةالفساد، إما بالتلميع أو بالمحاباة أو حتى بالسكوت، والكتّاب جزء من هذا المجتمع. وعن اعتزاله للكتابة قال : " سأعتزل الكتابة إذا فقدت تركيزي عن مجاراة الجيل الجديد بكل حالاته وإذا وجدت أنني لن أضيف شيئاً فعلاً". وحول كونه كاتباً إقليمياً بقوله: الإقليمية موضوع يزعجني ومطالباتي بالخدمات لمنطقتي ليست بسبب تعصبي بل لأني الوحيد ربما الذي يكتب عنهم. وعن مدى تجاوبه مع تعليقات القراء يقول أحرص على قراءتها وقرائي مثل عيني ولكنني لست كاتباً من نوع مايطلبه المشاهدون.