يجتاح السوق السعودية كثير من الأعشاب والعقاقير والمواد الممنوعة دوليا وبعضها يباع في محلات العطارة وفي المشاغل النسائية بطريقة غير معلنة، وفق ما كشف ل"الوطن" رئيس وحدة المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور فهد الخضيري. وأكد أن إمارة الرياض تتصدى لمروجي تلك المنتجات عبر لجنة وجه بتشكيلها أمير الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز ل"تتبع هؤلاء الدجالين سواء الذين يبيعون الأعشاب التي تسبب مشاكل أو الذين يأكلون أموال الناس بالباطل"، معلنا أن اللجنة تتلقى شكاوى ومشكلات المواطنين الذين تسببت لهم تلك الخلطات بمشكلات صحية. وأوضح الخضيري أن معظم زبائن تلك المستحضرات من السيدات اللواتي يبحثن عن خلطات للتنحيف أو تبييض البشرة، مشيرا إلى أن 75% من ضحايا هذه خلطات والمواد الممنوعة يعانون من أمراض الفشل الكلوي والكبدي، خصوصا أن هذه الخلطات تحتوي في تركيبتها على مواد سامة وضارة بالجسم والأعضاء الحيوية. وأكد الخضيري أن وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء تحذران من هذه المواد الخاصة بالتخسيس أو تبييض البشرة، وحتى المواد التي تعنى بتقوية النشاط الجنسي لكبار السن، خصوصا أن هذه الأصناف غالبا ما يدخل فيها الغش والخداع، مشيرا إلى منتجات أخرى يتم خلطها بمواد صحية مثل "شاي النحافة" الذي أضيف إليه مواد ضارة ممنوعة طبيا تسبب إسهالا شديدا يؤدي إلى مشكلة الجفاف. وقال: بعض المنتجات يباع في صيدليات لا تزال تغري مرتاديها بتزيين أرففها ببعض المنتجات، وبعضها يباع في محلات العطارة على أنها مستخلصة عشبيا لعلاج نوع معين من الأمراض، ليكتشف الباحثون بعد ذلك أن هذه المنتجات أضيفت إليها مادة "الكورتيزون" ممزوجة مع العسل، إلى جانب حبوب مرضى السكر التي تبلغ قيمتها 10 ريالات ويبيعها تاجر الأعشاب ب500 ريال مع هذه الخلطة التي صنعها بنفسه". وأكد الخضيري "توافد حالات عديدة إلى المستشفى التخصصي مصابة بالفشل الكلوي والكبدي، غالبيتهن نساء تتراوح أعمارهن ما بين 40 عاما و50"، مرجعا ذلك إلى "تدني الوعي لديهن ورسوخ فكرة فعالية الأعشاب وفائدتها في علاج أمور كثيرة". وأوضح أن "غالبية النساء يتابعن مواقع ومنتديات الإنترنت المزيفة، التي تمتدح بعض العطارين وتصف خلطات على أنها مفيدة لأمراض معينة، معتبرات ذلك مصدرا موثوقا للتسويق". وتابع: "وردت إلينا سيدة تعالج مرض "البهاق" بمرهم غير معروف، وبعد تحليله لدينا بالمستشفى، اكتشفنا بأنه كريم "فازلين" مخلوط بعقاقير طبية يتم صرفها لمرضى البهاق والجلدية، وقامت هذه المرأة المصابة بوضعها بشكل غير مقنن عن طريق الملعقة". ولفت الدكتور الخضيري إلى أنهم يستقبلون أعدادا كبيرة من حالات مصابة تعاني من تلف كلوي وكبدي تؤدي بها في بعض الأحيان إلى غيبوبة تنقل إلى العناية المركزة، وذلك بسبب تعاطيها للمنتجات مجهولة المصدر، وبدون محتويات وتواريخ صلاحية ولم يتم فسحها من وزارة الصحة، نظرا إلى عدم توحيد الجهات الرقابية وتداخل الصلاحيات بين الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة الشؤون البلدية والقروية وجمعية حماية المستهلك ووزارة التجارة ووزارة الصحة، وآخرها مصلحة الجمارك ودورها في منع دخول الأصناف الممنوعة.