استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوفد الوزاري العربي الذي وصل إلى دمشق أمس بنية التمهيد لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة، في ظل دعوة إلى عصيان مدني أطلقها ناشطون وواجهها موالون للرئيس السوري بمسيرة تأييد له. وقتل في سورية أمس 19 شخصا هم ثمانية مدنيين وطفلان أثناء عمليات عسكرية وأمنية شنتها السلطات، و9 عسكريين بينهم ضابط إثر إطلاق مسلحين يعتقد أنهم "منشقون" قذيفة ار بي جي على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد. ووصل الوفد الوزاري برئاسة قطر إلى دمشق قادما من الدوحة لبدء وساطة بين النظام والمعارضة كما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. في غضون ذلك دعت المعارضة السورية في بيانات على الشبكات الاجتماعية إلى إضراب عام في مناسبة زيارة الوفد العربي، مؤكدة أنها لن ترضى بأقل من تنحي الرئيس السوري. وجاء في بيانها "لن نرضى بأقل من تنحي بشار الأسد ومحاكمته"، مضيفا "أيها العرب لا توغلوا أيديكم في دمائنا أكثر". وذكرت لجان التنسيق المحلية أن "الإضراب نفذ بشكل كامل في درعا وريفها وفي حيي القابون وبرزة في دمشق إضافة لريف دمشق وإدلب وريفها وبانياس وحماه وريفها وحمص وريفها وفي دير الزور وريفها وفي ريف حلب". وأفاد احد سكان درعا أن الأجهزة الأمنية عمدت إلى تكسير المحال المغلقة في المدينة. كما قابلت الأجهزة الأمنية العديد من المظاهرات المناهضة للنظام السوري بالعنف، حيث أطلقت النار لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في ساحة الجامع الكبير بمدينة معرة النعمان شارك فيها الطلاب الذين رفضوا الذهاب لمدارسهم، وعلى مظاهرة خرجت في بلدة حمورية. وفي المقابل تجمع عشرات آلاف السوريين في ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد "ردا على الضغوطات التي يواجهها النظام السوري وعلى زيارة الوفد الوزاري العربي لها" أمس. وبث التلفزيون السوري الرسمي بشكل مباشر وقائع هذه الفعالية حيث بدت الجموع وهي ترفع صورا للرئيس السوري وتهتف بشعارات مؤيدة له. وفي القاهرة طلبت المعارضة السورية من الرأي العام الدولي "ضرورة التدخل الفوري لوقف نزيف الدم في بلادها بواسطة الآلة العسكرية لنظام الأسد، مؤكدين "أن أمام اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري عوائق كبيرة أهمها وقف سفك دماء السوريين وسحب قوات الجيش من الشوارع". وقال المعارض السوري مأمون الحمصي "إننا أمام منعطف خطير بسبب سقوط عشرات الشهداء، كل يوم مما يزيد من صعوبة هذه اللجنة التي شكلت بموجب قرار من مجلس جامعة الدول العربية".