( حياة حافلة بالعطاء والعمل وسيرة عطرة وكتاب مفتوح ذاخر بالمثل والقيم الفاضلة، حاض على البر والخير)، هذه القيم والمثل هي ما تبارى عليها الكتاب للوصول إلى شخصية الأمير سلطان بن عبدالعزيز الحافلة بالعطاء طيلة حياته إلى رحيله رحمه الله. قليلون فقط استطاعوا الوصول إلى بعض تفاصيل هذه الشخصية، والتعرف على ما وراء كل أعماله الجليلة الوطنية والإنسانية. مما كتب عن أبعاد شخصية الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - ورصد إسهاماته، الإصدار الذي أعده كل من رئيس الوكالة الوطنية للإعلام، عبدالله بن عبد العزيز القنيعير، والزميل بدر الخريف الصحفي من "الشرق الأوسط". الكتاب حمل عنوان "سلطان" وسطره الكاتبان ابتهاجاً بعودة الأمير سلطان من رحلته الاستشفائية العام الماضي، عرضا في ثناياه قبسات من فكر الأمير سلطان، وقدما رؤيته لكثير من القضايا والأحداث المحلية والإقليمية والعالمية. كما يتضمن الكتاب عدداً من الفصول التي توزعت فيها جوانب من شخصية الأمير سلطان التي تجسدت في أعماله، وحراكه الوطني والإقليمي والعالمي، وفي قدراته القيادية والإدارية، وفي علاقاته، وفي أبوته وحنوه الأسري. ومن أبواب الكتاب: نبوغ مبكر، شخصية إنسانية، العصر الذهبي للقوات المسلحة، رجل البيئة الأول، مؤسسة خيرية، توازن اقتصادي ودعم خطط التنمية، دبلوماسية سلطان ورؤيته للأوضاع المحلية والعالمية، من ذاكرة التاريخ، خادم القرآن، قالوا عن سلطان، صور ومناسبات. والكتاب في رصده لأعمال سلطان وخدماته أشمل من أن يختصر في عرض قصير، إذ لا يمكن لمن وقف على صفحات الكتاب أن يتجاوز إسهامات "سلطان" في حقل التعليم، ليس داخل المملكة فحسب، بل في قارات العالم، مؤسساً الكراسي البحثية، وداعماً الجامعات والكليات، والدراسات التي تعنى بالإسلام وبتقارب الشعوب، وحماية البيئة من عبث المدنية الهوجاء. الكتاب يستعيد حواراً صحفياً أجري مع الأمير سلطان عندما كان وزيراً للمواصلات قبل أكثر من نصف قرن، وجاء اختيار الخريف والقنيعير لهذا الحوار بالذات على كثرة الحوارات الصحفية التي أجريت مع سلطان لما يعكسه من رؤى تربوية ووطنية، فالحوار أجراه نجلاه الأمير خالد بن سلطان، والأمير فهد بن سلطان، في صحيفة "الناصرية" التي كانت تصدر آنذاك عن معهد الأنجال "معهد العاصمة النموذجي حالياً" وفيه أعرب الأمير سلطان عن أمنيات كثيرة تحقق معظمها على صعيد التنمية وبناء الوطن، ورقي مكانة المملكة بين الأمم، وتمنى سموه في ذلك الوقت أن يرى في المملكة نهضة أميركا وأوروبا، مع الاحتفاظ بالتقاليد، والاعتزاز بالدين والعروبة. وختم سموه الحوار بنصيحة غالية لشباب الوطن، هي نصيحة كل يوم، فقد قال رحمه الله: "نصيحتي إلى الشباب أن يعتمدوا على أنفسهم قبل كل شيء وأن يضعوا نصب أعينهم دائماً حاجة بلادهم إلى جهودهم وقوتهم في سبيل النهوض والازدهار". عرض الكتاب وسواه من أعمال اليوم والمملكة والعالم أجمع مفجوع برحيل "سلطان" .. ليس تذكيراً بسلطان، فهو من الشخصيات التي لا تنسى، فبصماته في كل مناحي الحياة لأنه رحمه الله وأسكنه الجنة شخصيات متنوعة متعددة، كلها تتكامل في "سلطان" بالطلعة البهية، والابتسامة العريضة الباعثة على الأمل.. ومثل هذا الإصدار في هذا الوقت المجلل بالحزن، يأتي متكاملا مع تأكيدات على تفرد هذه الشخصية النموذج، وتحفيزا لكل من وفقه الله وسدد مساعيه على طريق الخير والبر، بأن يتمثل "سلطان"، وأن يقتفي أثره، ويضعه أمامه نموذجاً ومثالاً. فالإنجازات التي تحققت على يديه رحمه الله هي رصيد للوطن، والتحديات التي واجهها سموه وتغلب عليها في تحديث القوات المسلحة، ستكون نبراسا وقوى دفع للأجيال ولأبنائه من طلائع الشعب السعودي والأمة.