تفاعلت وكالة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية مع قصة الطفل سلطان المالكي، الذي نشرت "الوطن" معاناته مع إعاقة ذهنية إثر سقوطه من فوق سريره قبل 10 سنوات بعد اختفاء والديه، حيث أهملته الشؤون الصحية، وتبرأت منه الشؤون الاجتماعية لعدم وجود أوراق ثبوتية له، رغم أن والده سعودي الجنسية. وجاء تفاعل الأحوال المدنية على لسان المستشار بشؤون المواقع في وكالة الأحوال المدنية بمنطقة مكةالمكرمة سليمان عبد الله السحيم، حيث قال إن وكالة الوزارة تابعت القصة المنشورة في صحيفة "الوطن" الأحد الماضي بعنوان (الصحة والشؤون الاجتماعية تتبرآن من سلطان)، وباشرت العمل فوراً لتصحيح وضع الطفل، واستخراج شهادة ميلاد تثبت نسبه لوالديه. وقال إن فرع الأحوال المدنية بمنطقة مكةالمكرمة يسعى جاهدا لحل مشكلة الطفل سلطان ومتابعتها بشكل فوري، ومخاطبة جميع الجهات المعنية لاستكمال استخراج أوراقه الثبوتية، وتقديم المساعدة له. وكانت "الوطن" قد نشرت قصة الطفل سلطان والمأساة التي يعيشها بعد أن تجرد أبواه من المشاعر وتركاه حبيسا لسريره وإعاقته منذ 10 سنوات في أحد مستشفيات جدة. وقالت المحاضرة بجامعة الملك عبدالعزيز إلهام باجنيد عضوة فريق أصدقاء مرضى جدة التطوعي: الطفل المعاق ذهنيا "سلطان" ما زال يجلس في سرير طفل حديث الولادة لا يسعه جسديا منذ 10 سنوات بعدما تخلى عنه ذووه. وتابعت إنها وزميلاتها دأبن على زيارة المرضى المنومين بالمستشفيات، ولفت نظرهن طفل بأحد المستشفيات لا يزوره أحد، ولا يسأل عنه ذووه، فبدأن السؤال عنه ومتابعة حالته وأبلغهن مسؤول بالقسم أنه لم يستدل على والدي الطفل منذ تركاه في المستشفى وغادرا. وقالت "اعترف لنا المسؤول بأن عائلة الطفل حضرت قبل شهرين لإثبات بيان وراثة، وحين حصلوا على شهادة تثبت إعاقته اختفت وتركته حبيس أسوار سرير لا يحتمل طفلا في الثالثة من عمره، وأن الطفل كان متعافيا ويستطيع الحركة داخل سريره، لكن لم يقم الممرضون بتهيئته للحركة أو تدريبه على المشي، ونتيجة للإهمال والتقصير سقط قبل شهر من السرير ليصاب بغيبوبة كاملة ويفقد بعدها الحركة كليا. ونفى مديرالإعلام والتوعية والعلاقات العامة بصحة جدة عبدالرحمن الصحفي مسؤولية الشؤون الصحية عن تردي حالة الطفل، وتخلي الشؤون الاجتماعية عنه بحجة أنه لا يحمل أوراقا ثبوتية، فبقي سلطان يصارع الإعاقة والإهمال.