أثارت رواية الدكتورة سعاد جابر والتي تحمل الرقم (2) في سجلها الأدبي القصصي كثيرا من التساؤلات في جانب الحضور المتذوقين في مجال الأدب القصصي لكونها تروي تجربة حقيقية واقعية عاشتها المؤلفة وهي تصارع موجات البحر خلال رحلة قامت بها مع زوجها لتايلند في شهر فبراير للعام 2008 مما جعلها تصف هذه الحادثة بأنها بمثابة الحد الفاصل بين الحياة والموت على الرغم من تأكيدها بأنها لا تتذكر كيف مرت تلك الساعات الطويلة. جاء ذلك على هامش تدشين جمعية الكلمة "تحت التأسيس" في احتفالية أدبية وبحضور لفيف من سيدات المجتمع أربعة إصدارات لأربع كاتبات سعوديات "مراحل الإصلاح في المملكة" للمذيعة بالقسم الإنجليزي بإذاعة جدة سمر فطاني، وهي عبارة عن مجموعة مقالات باللغة الإنجليزية تناولت مراحل التغير السياسي بالمملكة، والدكتورة الأدبية أمل شطا بعنوان "حب دائما"، وطبيبة الأطفال الدكتورة سعاد جابر رواية "امرأة على الحافة" والفنانة التشكيلية اعتدال عطيوي. وبينت سعاد خلال روايتها أن موجات البحر المتلاطمة وهي تستنجد الله طلبا للنجاة، مشيرة في سياق حديثها إلى أنها عندما تعود بذاكرتها إلى تلك اللحظات العصيبة تشعر بأن كل شيء في لحظة قد تلاشى، وأن الإحساس بالخوف ما يلبث أن ينتهي بداخلها حتى يبدأ من جديد بإحساس يصعب وصفه بالكلمات. وذكرت بطلة الرواية أن عنوان روايتها فرض نفسه على غلافها دون مقدمات وهي تبتلع مياه البحر المالحة محاولة منها لإنقاذ نفسها دون أية مساعدة سوى إيمانها القوي بالله بأنها ستنجو بقدرته في الوقت الذي اعتبرت فيه سرد أحداث الحادثة البحرية التي وقعت لها للقارئ بمشاركة القارئ في معايشتها للأحداث المفصلية في الحياة ومساعدته في رؤية الأشياء على حقيقتها متمنية ألا تكرر هذه الحادثة في حياة أحد. وتؤكد الدكتورة سعاد أنه لا إحساس يخيفها الآن بعد تجاوزها بقدرة الله للحد الفاصل بين الموت والحياة، فنظرتها للحياة اختلفت كثيرا عن سابقتها، وأصبحت الأمور اليومية تمر أمام عينيها في حجمها الحقيقي، فالحياة قصيرة في أحداثها والتي قد تأخذ زمنا طويلا من العمر. وقالت الفنانة التشكيلية والأديبة اعتدال عطيوي والتي أنجزت الديوان الأول لها باسم تقاسيم التوجس والإنتاج التراثي الأول "الأمثال الشعبية في منطقة الحجاز"، والذي يعتبر الباكورة الأولى لسلسة طويلة تتناول التراث الحجازي والعادات والتقاليد واللهجة الحجازية، وسيصدر قريبا كتاب يتناول الألعاب الشعبية في المملكة، والذي استغرق تنفيذه أكثر من ست سنوات، وتناول تسجيل الألعاب الشعبية في كل منطقة، والتي وصل عددها لأكثر من مئتي لعبة للأطفال وللرجال، وعلاقة تلك الألعاب بالفن والأدب من خلال رصدها بلقاء "مؤرخين" وعمل بحث مقارنة بينها وبين بعض الدول العربية القريبة من عاداتنا وتسجيل أسماء الألعاب وتسجيل الأهازيج المصاحبة لكل لعبة في الكتاب وتفسير معاني كلماتها. وذكرت العطيوي أن معظم الألعاب طواها النسيان في الوقت الذي ما زالت فيه بعض الألعاب مثل "الكريم والكوتشينة والضومنة" تمارسها بعض العوائل السعودية، مشيدة في سياق حديثها بمهرجان الجنادرية الثقافي، والذي ساعد على إحياء التراث والألعاب الشعبية مما أحيا الاهتمام من جانب بعض المناطق كمنطقة عنيزة والتي أصبحت تحيي مهرجاناتها الخاصة للألعاب الشعبية وتقاليدها. وقالت المذيعة بالقسم الإنجليزي سمر فطاني: إن كتابها الذي حمل عنوان "تحديات الإصلاح في المملكة" عبارة عن مجموعة من المقالات الصحفية التي كتبتها ونشرت في بعض الصحف الإنجليزية، وتناولت مسيرة التحدي والإصلاح في المملكة، وكان التركيز منصبا على المرأة والشباب والمجتمع والتطوير للمستقبل والتحديات التي تواجه المملكة لتحقيق الإصلاح والتطور. وأضافت فطاني: أن الكتاب اشتمل على مجموعة مقالات تناولت التعديل الوزاري الأخير، وكيف أن البوادر المضيئة له تشكلت في تعيين الأمير فيصل بن عبدالله وزيرا للتعليم، وتعيين أول امرأة سعودية الأستاذة نورة الفايز وكيلة وزارة وفيصل بن معمر وكيل وزارة لوزارة التعليم، وهو سبق له رئاسة الحوار الوطني، والذي يعتبر من أهم المبادرات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من أجل أن يكون مجتمعنا مجتمع يحترم الحوار والرأي الآخر والتصدى للإرهاب والتشدد. وشرحت فطاني التحديات التي تواجه الشباب ومن أهمها النقص في توفير احتياجات الشباب كالحدائق العامة وممارسة الرياضة، وتطويرالمناهج الدراسية للأفضل، أما فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الفتيات فتتمثل في عدم الاعتراف بقدرتهن على العطاء أسوة بالشباب، مطالبة الجهات المعنية بالأمر بعدم النظر لنوعية الجنس سواء كان ذكرا أو أنثى، بل يجب أن يكون المعيار المهارات المتوفرة لديهم، مشيرة إلى الإنجاز الكبير الذي تحقق للمرأة، والذي تشكل في المحاكم الأسرية للوقوف ضد التحديات التي تواجهها. من جانبها قالت إحدى العضوات المؤسسات لجمعية "الكلمة" مها عقيل إن جمعية الكلمة مازالت تحت التأسيس، وذلك بمشاركة إحدى عشرة عضوة، وقد لاقت الجمعية المباركة والدعم من جانب وزير الثقافة والإعلام معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة. وأضافت العقيل: أن الجمعية ستعنى بالشأن الثقافي في مدينة جدة وخاصة بالنسبة للمرأة وستأخذ الطابع المؤسسي وفق اللوائح التنظيمية وستحظى بمشاركة عضوات يشكلن المجتمع الثقافي من إعلاميات وكاتبات وأديبات، وسيكون نشاط الجمعية عقد الندوات وإقامة ورش العمل والتعاون مع النوادي الأدبية بالمملكة، مشيرة إلى أنهم بصدد إصدار مجلة ثقافية، وأنه قد تم مؤخرا الانتهاء من الموقع الإلكتروني للجمعية، وذلك بهدف التواصل والتعارف بين الأديبات في أنحاء المملكة إضافة إلى تبني المواهب الشابة ومساعدتهم على نشر مؤلفاتهم.