دخلت مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية في منعطف جديد بعدما أبدى الجانب الأمريكي رغبته في تشكيلها بأقرب وقت ممكن، لضمان انسحاب قواته من العراق. وكشفت مصادر مقربة من المفاوضات عن تكليف الأطراف الكردية بتنفيذ الوصايا الأمريكية بإقناع القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي للانضمام إلى التحالف الوطني الذي يضم ائتلافي دولة القانون ونظيره العراقي فضلا عن الكتل الكردستانية. وتهدف تلك الخطوة للتوصل إلى صيغة نهائية لتقاسم المناصب الثلاثة، ثم إعلان الشخصية المناسبة لمنصب رئيس الوزراء، تمهيدا لتكليفه من قبل رئيس الجمهورية المنتخب تشكيل الوزارة. وحول الدور الأمريكي في تشكيل الحكومة قال المتحدث الرسمي باسم ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني ل"الوطن" إن الجانب الأمريكي يعمل على تشجيع الأطراف العراقية للإسراع في تشكيل الحكومة ويهمه أن يكون الوضع العراقي مستقرا قبل حلول موعد انسحاب قواته". وأضاف "كذلك يهمه أن تشترك جميع الكتل الفائزة في الانتخابات في التشكيلة الحكومية المقبلة". وأكد أن الوفد الكردي المفاوض لتشكيل الحكومة تبنى دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية". وقال عضو بارز في التحالف الوطني إن مسألة تشكيل الحكومة "أمر لا يخضع للرغبات الخارجية والإرادة الدولية"، مؤكدا اعتماد الصفقات السياسية لتقاسم مناصب الرئاسات الثلاث البرلمان والحكومة والجمهورية. وقال "من طبيعة الحكومات الائتلافية أنها تمر عبر الصفقات سواء على مستوى رئاسة الجمهورية أو الحكومة أو البرلمان وكذلك بقية المناصب التنفيذية، وهذا أمر طبيعي". وكشف عضو التحالف الوطني عن كتلة حزب الفضيلة الإسلامي مخلص الزاملي عن طرح ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس الوزراء، مؤكدا تقدم حظوظ إبراهيم الجعفري على منافسيه عادل عبد المهدي ونوري المالكي، كمرشح تسوية، فيما نفى عضو "دولة القانون" حسن السنيد طرح مرشح تسوية، مشيرا إلى اعتماد الحوار لتسمية الشخصية المناسبة لتولي المنصب. على صعيد آخر لقي قيادي سابق في "جيش المهدي" مصرعه في هجوم شنه مسلحون مجهولون عليه بالقرب من منزله شمال غرب بغداد أمس، بينما تعرض محل للتسجيلات الصوتية شرق المدينة لهجوم بقنبلة يدوية من دون أن تتسبب في سقوط خسائر بشرية. وقال مصدر في الشرطة، إن "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة على قيادي سابق في "جيش المهدي" أثناء خروجه من منزله بالقرب من جامع أبو حامد في منطقة الحرية ما أسفر عن مقتله في الحال بينما لاذ المهاجمون بالفرار".