حذر وزير الخارجية السوداني الجديد علي أحمد كرتي في أول تصريحات له بعد تعيينه، من مغبة نشوب حرب جديدة بين الشمال والجنوب، فيماأعلن اثنان من قادة التمرد في إقليم دارفور عن مثولهما اليوم طواعيةً أمام محكمة الجنايات الدولية للتحقيق معهما في جرائم حرب ارتكبت بالإقليم. وأصدرت المحكمة بياناً أعلنت فيه أن المتهمين عبد الله بندا أبكر نورين (بندا) ومحمد صالح جربو جاموس (جربو)، اللذين يُشتبه في ارتكابهما جرائم حرب في دارفور بالسودان، قد وصلا طوعاً صباح أمس إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، إنفاذاً لأمرين بالحضور صادرين عن الدائرة التمهيدية الأولى. وذكرت المحكمة أن بندا وجربو متهمان بثلاث جرائم حرب يُدعى أنها ارتُكِبت أثناء هجوم شُن بتاريخ 29 سبتمبر 2007 على بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان وهي بعثة لحفظ السلام مقرها موقع حسكنيتا العسكري، في محلة أم كدادة، في شمال دارفور. ورأت الدائرة التمهيدية الأولى أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن الهجوم على بعثة الاتحاد الأفريقي شُنّ في سياق نزاع مسلح مطول غير ذي طابع دولي كان قائماً بين حكومة السودان وعدة جماعات مسلحة منظمة وقت وقوع الهجوم. ويدّعى أن الهجوم نفذته قوات منشقة عن حركة العدل والمساواة، تحت قيادة بندا، بالاشتراك مع قوات تابعة لجيش تحرير السودان جناح الوحدة، انشقت عن حركة جيش تحرير السودان، وكانت تحت قيادة جربو. ويواجه الاثنان خلال المحاكمة اليوم ، ادعاءات بقتل 12 من جنود بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان وإصابة ثمانية آخرين بجروح بالغة، وتدمير أجهزة اتصالات ومنشآت ومركبات ومعدات أخرى تابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في السودان، والاستيلاء على ممتلكات تابعة للبعثة من بينها 17 مركبة ومبردات وحواسيب وهواتف خلوية ووقود وذخيرة وأموال. إلى ذلك أوضح وزير الخارجية السوداني الجديد علي كرتي في ندوة حول تقرير المصير أن ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب سينتهي قبل تنظيم الاستفتاء، لكنه استبعد قيام الاستفتاء قبل الترسيم. وشدد على القضايا المهمة المرتبطة بالاستفتاء مثل ترسيم الحدود والاستعدادات الإدارية واللوجستية. وقال "مضى الحديث حول البحث عن معجزات خلال هذه الفترة لجعل الوحدة جاذبة". الى ذلك قال جيش جنوب السودان أمس إنه اشتبك مع قوات موالية لقائد ميليشيا متمرد بعد يوم واحد من إجباره على الفرار من مخبئه في ولاية جونقلي. وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان إنه فقد الاتصال منذ ذلك الوقت مع قوة البحث والتعقب المكونة من 35 جنديا التي اشتبكت مع قوات أثور أول من أمس. وشن جورج أثور تمردا بعد فشله في الفوز بالانتخابات على منصب والي جونقلي في أبريل الماضي متهما حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمن في الجنوب بتزوير الانتخابات.