دشن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان أول من أمس أول دار أوبرا في منطقة الخليج بافتتاحه دار الأوبرا السلطانية بالعاصمة مسقط وسط حضور رسمي كبير من رؤساء حكومات عربية وأوروبية. وقال مراقبون وموسيقيون حضروا حفل افتتاح الدار إنها "بداية مرحلة جديدة لتعزيز مجال الفنون التراثية العمانية والتفاعل مع الثقافة والفنون العالمية إضافة إلى أن انصهار التراث المحلي مع الحداثة". وقدمت أوبرا توراندوت عرضا من ثلاثة فصول لبوتشيني في افتتاح الأوبرا العمانية وكان العرض من إخراج فرانسوا زيفيريلي وقائد الأوركسترا بلاسيدو دومينجو. وتقدم دار الأوبرا السلطانية في مسقط كثيرا من الفنون الرفيعة والبرامج المبتكرة التي تدعم مجالات المعرفة والإلهام للمرتادين كافة من عُمان وأنحاء العالم. ويتسم مبنى دار الأوبرا السلطانية بالجمال ويعد تصميمه من أبرز التصاميم المعمارية المستوحاة من التراث الحضري العماني وهو تصميم هندسي راق يجعله أحد أبرز المنجزات الحديثة في عمان. وشيدت دار الأوبرا السلطانية على مساحة شاسعة تبلغ ثمانين ألف متر مربع في منطقة قريبة من شاطئ القرم بمسقط وتبلغ المساحة المبنية ما يربو على خمسة وعشرين ألف متر مربع. وشيد مبنى الأوبرا من ثمانية طوابق تقع ثلاثة منها تحت الأرض فيما تقع خمسة منها فوقها ويمتد مبنى الأوبرا من شمال الموقع إلى جنوبه ويقطع المبنى رواقان من الأعمدة يمتدان على جانبيه الشرقي والغربي وفي الطرف الشمالي للرواق الغربي يوجد مسرح الأستوديو ويسمى أيضا "الصندوق الأسود " الذي يمكنه أن يستضيف فعاليات يحضرها نحو 80 شخصا ومن هذا الرواق كذلك يمكن الوصول إلى المبني الرئيس عبر شرفة تفضي إلى بهو الميدان الذي يحتوي على مبنى بيع التذاكر وتقع واجهة المبنى في الجانب الجنوبي حيث تسمح التسقيفة هناك بوقوف السيارات. كما يحتوي الطابق على مجلسي استقبال في كل من الجهتين الشرقية والغربية للمبنى بالإضافة إلى الجناح الخاص المخصص لكبار الشخصيات، وفي الجانب ذاته من المبنى يوجد طريق جميل التصميم مخصص للموكب السلطاني يؤدي إلى بهو الاستقبال السلطاني ويطل الطريق على الحدائق والمسطح الأخضر الكبير الذي يشكل منطقة عرض إضافية. ويحتوي الطرف الشمالي للمبنى على خشبة المسرح إلى جانب غلاف خشبة مسرح قابل للحركة ومنطقة مسقوفة يمكن من خلالها الوصول مباشرة إلى خشبة المسرح لتحميل وتنزيل المشاهد والمعدات والتجهيزات ويحتوي الطرف الأبعد من المبنى على المكاتب الإدارية وغرف تغيير الأزياء. أما المناطق العليا في المبنى أي الطابقين السابع والثامن فيحتويان على مزيد من المرافق لأداء الفعاليات التي تقام في الهواء الطلق ويتسم الطابق الثامن بإطلالته على مشاهد بديعة الجمال إذ يطل على البحر من جهة الشمال وعلى الجبال من جهة الجنوب.