في الوقت الذي يشتكي فيه الكثيرون من سيارات "ساهر" التي ترصد بدقة حركتهم على الطرق الرئيسة، نجد أن قائدي سيارات "ساهر" أيضاً يشتكون من الملل والتوقف طويلاً على جنبات الطريق. فلا يخفي قائد سيارة "ساهر" وليد جبران غزواني أسفه وندمه عندما يرى أن أجهزة "ساهر" رصدت مخالفة لشخص ما، مشيراً إلى أنه يعاني من الملل طيلة 8 ساعات يقضيها داخل سيارة "ساهر" التي يحيط بها شبك حماية وأسياج حديدية لحمايتها من العابثين وغضب بعض المارة من قادة المركبات الذين ترصدهم كاميرا "ساهر" وهم يسيرون بسرعات تفوق السرعة المحددة وأحياناً بفارق بسيط جداً لا يتعدى كيلو متر واحد. وليد يؤكد أن المراقبين الجالسين في مركبات "ساهر" لا يتقاضون أي عمولة أو نسبة من عائدات المخالفات المرصودة، وأن الريع يذهب إلى الشركة المالكة لفكرة "ساهر" وجهات حكومية أخرى. من الداخل يوجد في سيارة "ساهر" 4 كاميرات تراقب محيط المركبة، وكاميرا رئيسة مثبتة في الجهة العلوية من المركبة، ترصد السيارات المسرعة مع فلاش يعمل ليل نهار ليثبت لقائد المركبة التي يتم ضبطها متجاوزة حدود السرعة، أن الكاميرا رصدت تجاوزه للسرعة القانونية. ويشير غزواني إلى أن مركبة "ساهر" الواحدة يتناوب على قيادتها أكثر من شخص وأن السيارة قد لا تتواجد في المنطقة التي شوهدت فيها آخر مرة، حيث يتم تغيير الإحداثيات التي يطلب من المركبة التواجد فيها بين وقت وآخر. وبين أنه خلال ساعة و39 دقيقة، تم رصد 1295 مركبة عابرة من جوار سيارة "ساهر" على طريق المطار – أبها، بالقرب من مقر صحيفة الوطن. بينما تم تسجيل 13 مخالفة بحق سيارات تم رصدها وهي متجاوزة للحد المسموح به للسرعة المخصصة للسير على هذا الطريق، وهي 80 كيلو مترا في الساعة. يقول غزواني إنه يقضي ساعاته الثمان وهو جالس خلف المقود، يستمع للإذاعات متنقلاً بين المحطات من أجل التخلص من شبح الفراغ، وأحياناً يستعين بصحيفة أو كتاب للتغلب على الوقت بالقراءة . ويشتكي غزواني من ردود الفعل الغاضبة التي تصدر عن بعض قادة السيارات الذين ترصدهم الكاميرات وقد تجاوزوا السرعة المقررة، حيث يبادر بعضهم إلى توجيه الشتم والألفاظ النابية لهم، فيما يرشق آخرون مركبة "ساهر" بالحجارة والعبوات الغازية وغيرها. لافتاً إلى أنه يحتفظ بجوال للطوارئ مرتبط مباشرة مع الشركة ومع رقم الطوارئ في الشرطة. وفي المقابل لم يتوقف بعض الشباب عن التفنن في ابتكار طرق مختلفة للتحايل على نظام "ساهر" المروري، ومنها جملة تقول: "عفواً اللوحة المطلوبة غير متاحة.. إن كنت ترى أن هذه اللوحة لا يجب أن تُحجب، عليك الاتصال ب999. ومن طرق التحايل على نظام "ساهر" وضع المطارة "قربة ماء"يعلقها هواة الرحلات والسفر على جانب السيارة، وهم هنا يضعونها على لوحة السيارة لإخفاء رقمها عن الكاميرات. ومنهم من ينزع لوحات المركبات نهائياً، وآخرون يوصلونها بسلك من الأمام مروراً بالمحرك ووصولاً إلى القرب من مقود السيارة لخفضها عند الاقتراب من "ساهر" وإعادتها عند وصولهم إلى نقطة تفتيش أمنية. أما أشهر الطرق التي يستخدمها قادة السيارات على الطرق السريعة لتجنب الوقوع في شباك كاميرا "ساهر" فهي تنبيه بعضهم بعضا لوجود سيارة "ساهر" على الطريق من خلال إضاءة إشارات الانتظار لينتبه جميع سائقي السيارات ويخفضوا من سرعتهم.