بعد أن استنفد المتحايلون على "نظام ساهر" كافة الأساليب والطرق الملتوية والمخالفة، سواء بتركيب أجهزة إنذار في مقدمة المركبة، أو طمس لوحاتها بمواد عازلة؛ بهدف الهروب من المخالفات التي يرصدها، نظّم مجموعة من الشباب حملة "فلشر وتكبيسة" لتنبيه بعضهم البعض من "كاميرات ساهر"، خصوصاً أنهم تعرفوا على معظم أماكنها على الطرق، وأحياناً عند مشاهدتها بشكل مفاجيء. وتمثلت الطريقة -التي نُظم لها حملة عبر المواقع الاجتماعية والمنتديات- في استخدام السيارات الأنوار الأمامية "التكبيس" محذرةً القادمين في الإتجاه الآخر من وجود سيارة "ساهر"، أو من خلال تشغيل السيارات الموجودة في الطريق نفسه "الفلشر" لتنبيه المركبات القادمة من الخلف. شبان يروجون للفكرة في المواقع الاجتماعية ويحذرون من الوقوع في فخ «الكاميرا» وبدأت هذه الحملة تنتشر في معظم مدن ومحافظات المملكة، كتعبير عن ردود الأفعال من قبل بعض المواطنين تجاه "نظام ساهر"، وتعاون يراه البعض أنه من باب "البر والتقوى"!. "تحقيق الرياض" يتناول هذا الموضوع بين مؤيد ومعاض. آليتان مختلفتان ابتكر الشباب هذه الطريقة بعد أن أصبح "ساهر" لهم في المرصاد عبر آليتين، الأولى السيارات المتحركة، التي تحتوي على كاميرات، بحيث توضع في مواقع عشوائية لرصد السرعة، حتى يفاجئ السائق غير المنضبط بتحرير مخالفة الكترونية، أما النوع الآخر فهي "الكاميرات الثابتة"، والتي ترصد السرعة في أماكن محددة لا يعرف أماكن أغلبها بسبب مكانها الاستراتيجي، وكلتا الطريقتين أصبحت لا تجدي معها الأساليب القديمة التي كانت تمارس قبل تشغيل النظام، والتي منها "حب الخشوم"، وعبارات "تكفى" و"والله ما أسرعت"، خاصةً أن النظام الالكتروني لا يقبل التفاوض أو التراجع أو الواسطات. فشل الأساليب وجاءت الحملة بعد أن فشلت بعض الأساليب التي ابتكرها متحايلون منذ بدء تطبيق النظام، من حيث ترويج إشاعات كثيرة بخصوص إلغائه؛ أو بحذف جميع المخالفات التي صدرت، إضافةً إلى تسويق سلع من قبل ضعفاء النفوس لإيهام المواطنين بأن هذه السلع قادرة على التحايل على الأنظمة، والتي منها وجود "بخاخ خاص" يتم رشه على لوحة السيارة، بحيث لا تتمكن "الكاميرات" من قراءة لوحة المركبة، ويتراوح سعر هذا البخاخ من (150) إلى (200) ريال، كما ظهرت إشاعة أخرى عن ظهور برامج يقال إنها تكتشف "الرادار"، وتركب على جهاز الجوال، وبدورها تبلغ سائق السيارة عن مكان "الكاميرا"، وأكثر ما ظهر للساحة هو برنامج "Trapste"، الذي أثبت مؤخراً عدم جدواه، نظراً لأن الجوال لا يمكن أن يخبر بذلك إلاّ بوجود قاعدة بيانات مرصودة مسبقاً، وليس عن طريق الاستشعار. تأييد ورفض واستطلعت "الرياض" ميدانياً آراء عدد من المواطنين، وهل هم مع أو ضد هذه الطريقة مع معرفة السبب؟، حيث أكد البعض أنها تكسبك الأجر؛ لتحذير غيرهم من تحمل مخالفة مالية، بينما آخرون يرفضونها بتاتاً؛ معللين ذلك بأن هذه الطريقة تشجع الجميع على مخالفة النظام. وأكد الشاب "أحمد الشمري" على أنه يتوخى الحذر كلما انطلق بسيارته صباحاً من مدينة الدمام إلى مقر عمله والكائن بالجبيل، ويعلم يقيناً أن هذا الضيف الثقيل لن يرحمه إن هو تجاوز أوامره، مضيفاً: "لقد بدأت ألاحظ أن بعض السيارات يطلقون إشارات تنبيهية، كالإشارة بالأنوار، الأمر الذي جعلني أخفف من السرعة، لعلمي بأنه أمامي في الانتظار". أرفض تحذير غيري وقال "غازي الشمري": إنه غالباً ما يشاهد "كاميرات" ساهر أثناء سلكه الطرق السريعة، ولكنه يرفض تحذير غيره من المركبات في الخلف، حتى لا تتمادى في السرعة، ولكي يساهم في الحد من الحوادث المرورية، خاصةً تلك السيارات المتهورة التي تسير على أطراف الطرق متجاوزة الخط الأصفر، والذي يمنع السير فيه من الأساس، مضيفاً أنه إذا استمر الأمر بهذه الطريقة فان نتيجتها تكون وخيمة، حيث يؤدي ذلك إلى وقوع حوادث مرورية مؤسفة، من خلال التنبيه ب"الدعس" على "الفرامل" بشكل قوي ومتكرر، تفادياً لوقوعهم في مصيدة ساهر، مما قد يتسبب في اصطدام بعض المركبات ببعضها. حدوث عشوائية وأيد "عبد الله الغانم" الرأي السابق حول عدم تنبيه السائقين بالإشارات، موضحاً أن هذا الأجراء من شأنه حدوث عشوائية بحركة السير، إلى جانب تشتيت ذهن السائقين الذين يتم تحذيرهم بشكل مفاجئ، نظراً لكونهم لا يعلمون أسباب هذا التحذير أن كان حادثاً مرورياً، أو غيره من مفاجآت الطريق. ولا يرى "سعيد الدلبحي" أي مشكلة في تنبيه السائقين بوجود ساهر، مشيراً إلى أن هذه الطريقة من شأنها الحد من المعاناة التي بات العديد من المواطنين يشتكي منها؛ نتيجة اصطياد نظام ساهر لهم، إضافةً الى أن العديد من الطرق السريعة لا تتجاوز السرعة فيها (100 كم)، ومن غير المنطقي أن يقود الشخص سيارته بهذه السرعة دون أن يتجاوزها، خاصةً اذا كان الطريق سالكاً. استنزاف الجيوب واستشهد بطريق الملك خالد بالخبر، والمتجه إلى العزيزية، حيث السرعة المحددة هي (100 كم)، بينما توجد (3) سيارات لنظام ساهر على امتداد الطريق الذي لا يتجاوز طوله (10 كلم) فقط، لافتاً إلى أن ذلك فيه استنزاف لجيوب المواطنين وليس الهدف منه سلامتهم. وقال "فهد الجاسم": تعودت دائماً أن أجده ساهر في مكانه المخصص، فكلما اقتربت من ذلك المكان هدأت من سرعتي وأضأت المصابيح للسيارات التي تكون خلفي ليحذروا منه، وحتى لا يكونوا لقمة سائغة لهذه الآلة، مضيفاً أنه على العكس يجد الكثير من الشباب يحذرونه إن كان ساهياً، ليبدأ وقتها بالتخفيف من سرعته إلى الحد المسموح من قبل ساهر. ظروف معينة وتحدث "نواف الأسمري" قائلاً: لا أستطيع أن أشاهد غيري من الناس يقع فريسة سهلة لهذه الآلة، مضيفاً أن هناك من يحمل مريضاً في سيارته ويتطلب الأمر السرعة ولو بحد نسبي للوصول إلى المستشفى، مشيراً إلى أنه يحذر كل من كان خلفه من السيارات، بل وينبههم بأن هناك (ساهر) ليأخذوا حذرهم، وبعدها يفعلون ما يحلو لهم. وأكد "عبد الرحمن الفارس" -طالب جامعي- على أن جميع الطلاب يعرفون أنه من الواجب الذي بينهم أن يقوموا بتنبيه جميع مرتادي الطريق من القادم غير المحبب للنفس ساهر، والذي بدأ يثقل كواهلهم -على حد وصفه-، مضيفاً: "بدأنا نخصص له ميزانية مستقلة في آخر الشهر؛ بسبب عنهجيته وعدم تفهمه، وبدأنا عقب ذلك بتنبيه بعضنا البعض كلما مررنا به، وكذلك جميع مرتادي الطريق". تعاون بين السائقين يحجب «الفلاش» ويمنع تدوين المخالفة غازي الشمري عبد الله الغانم سعيد الدلبحي