أكدت مصادر سياسية يمنية أن الرئيس علي عبدالله صالح قد يعلن عن خطوات سياسية في الساعات القليلة المقبلة، استباقاً لانعقاد جلسة مجلس الأمن اليوم لمناقشة الأزمة اليمنية، والتي يتوقع أن يُصدر خلالها قراراً يطالبه بالتوقيع على المبادرة الخليجية. وأشارت المصادر إلى أن صالح قد يقدم على تسليم السلطة إلى مجلس عسكري لإدارة البلد بعد إخفاق الأطراف السياسية في التوصل إلى اتفاق سياسي لتنفيذ المبادرة الخليجية. وتوقعت المصادر نفسها أن تواكب "تسوية التخلي" عن السلطة مفاجآت وقرارات مصيرية، حيث من المقرر أن يدعو صالح لاجتماع مشترك لأعضاء مجلسي الشورى والنواب خلال الساعات المقبلة، وقد يكشف فيه نتائج التحقيقات التي أجراها فريق تحقيق يمني أميركي مشترك بشأن عملية الاغتيال الفاشلة التي استهدفته وأركان نظامه في يونيو الماضي. وكانت مصادر في المعارضة شككت بجدية صالح بنقل السلطة، معتبرة ما تحدث عنه في هذا الشأن مؤخرا "مجرد مناورة سياسية جديدة وفرقعة إعلامية". في غضون ذلك، تظاهر عشرات آلاف اليمنيين في صنعاء أمس لتوجيه رسالة إلى مجلس الأمن الذي يفترض أن يتسلم تقريرا خاصا حول اليمن من المبعوث الأممي جمال بن عمر. وانطلقت الجموع من ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء باتجاه ميدان التحرير حيث يعتصم الموالون للنظام، إلا أن طوقا أمنيا مشددا فرضته القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح أجبرت المتظاهرين على تغيير مسارهم والعودة إلى ساحة التغيير. وقال عضو اللجنة الإعلامية لشباب "الثورة الشعبية السلمية" محمد العسل "إن هذه التظاهرة رسالة إلى مجلس الأمن"، الذي يتعين عليه "أن يضغط على صالح وبقايا نظامه ليرحلوا". وفي صنعاء أيضا، اعتصم عشرات الصحفيين أمس للمطالبة بالإفراج عن زميل لهم احتجز السبت الماضي عند حاجز للقوات المنشقة. ووعد اللواء المنشق علي محسن الأحمر بالإفراج عنه متهما القوات الموالية للرئيس ب "اختطاف" أكثر من 400 شخص من "أنصار الثورة" من مدنيين وعسكريين. واحتجز محمد صدام الذي يعمل مراسلا لوكالة رويترز ومترجما خاصا للرئيس، عند حاجز للفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء الأحمر بعيد عودته من القاهرة بينما كان متوجها من المطار إلى منزله. وعن صدام، قال الأحمر لعدد من الصحفيين "لا أعلم أنه صحفي إلا منكم لأنه احتجز بصفته المترجم الخاص للرئيس صالح". أما في تعز بالجنوب، فأصيبت 40 امرأة عندما قام مناصرون لصالح بمهاجمة تظاهرة نسائية للاحتفال بفوز اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام مساء أول من أمس. كما أصيب 3 أشخاص فجر أمس باشتباكات بين القوات الموالية للرئيس وملسحين قبليين معارضين، حسبما أفادت مصادر طبية. وذكر سكان أن قوات الحرس الجمهوري التي يقودها أحمد نجل الرئيس كانت تحاول اقتحام حي الروضة الذي تسيطر عليه العناصر القبلية المعارضة في وسط تعز.