عبارتا "الوايت ما فيه مويه" و"يجونك بعد ساعتين" من أكثر العبارات التي صاحبت جولات عمل فرق الدفاع المدني في مباشرتها للحوادث المختلفة، ووردت على ألسنة الكثير من المواطنين، إما للتعبير عن الاستياء من عدم الجاهزية والاستعداد، أو التذمر من الوصول المتأخر بعد انتهاء الحريق. وعادة ما تستخدم عبارة "الوايت ما فيه مويه" في إشارة إلى خلو الصهاريج من المياه، وأخطاء منسوبي الدفاع المدني أو عدم جاهزيتهم. بينما تتردد عبارة "يجونك بعد ساعتين" للتذمر من تأخير وصول الفرق "المنقذة" لموقع الحادثة سواء كان الأمر يتعلق بحريق ما أو حادثة تتطلب التدخل والإنقاذ في أحد المواقع. وقد ترددت هذه العبارة كثيرا في تعليقات البعض وإشارتهم إلى الوصول بعد انتهاء الحريق من قبل فرق عمل هذا الجهاز الذي وصفه مدير عام الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، بالعمل "الإنساني" الذي يدفع فيه جانب الإنسانية موظفي ومنسوبي الدفاع المدني لبذل المزيد من الجهد ومضاعفة الأداء بدافع إنساني يعزز من همتهم وإخلاصهم في واجبهم الأساسي وعملهم الرئيس. مدير عام الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية اللواء محمد الغامدي، قال ل"الوطن" أمس، إنه من الضروري جدا تقدير مشاعر الناس، وهذا الأمر نحرص عليه كثيرا، خصوصا وأن عملنا "إنساني" في الكثير من تفاصيله، وقد يصدر من بعض الأشخاض ردود فعل معينة في حوادث معينة، ومن أكثر ما يمكن الوقوف عنده هو ردود الفعل حول مدى الجاهزية والاستعداد ومسألة التأخير في وصول الفرق للموقع، وهو ما دعا البعض لترديد عبارات أشهرها أن يقال للمتعرض للحريق "انتظر ساعات حتى يصلك الدفاع المدني"، وكذلك ما يقال حول أن الفرق تحضر للموقع بلا مياه لإطفاء الحرائق، وهذا الأمر لم يعد له وجود في عملنا الذي يعتمد على نظام معين يبين بالدقيقة والثانية وقت تلقي البلاغ ووقت الخروج للموقع والوقت الذي استغرقته الفرق في الوصول، وكل ذلك لا يتجاوز حاليا دقائق معدودة، إلا أننا نقدر مشاعر الناس وأسباب امتعاضهم أو تذمرهم، والتي ربما تتعلق بمشاعرهم في لحظات الحادثة التي تعادل دقيقتها "ساعات من الشعور" في نظر البعض باعتبار أنها تمر عليهم بطيئة جدا، وعند قياسها الزمني بالفعل نجدها لا تتجاوز دقائق قليلة استغرقتها فرق الدفاع المدني للوصول إلى موقع الحريق أو الحادثة. وأضاف اللواء الغامدي "من غير المعقول أن نذهب إلى موقع حريق والصهاريج" خالية من المياه، فهل هنالك من يعرف أنه ذاهب إلى معركة دون أن يجهز نفسه ويتحصن ويملأ بندقيته بالذخيرة المطلوبة في تلك المعركة. وكنقطة هامة للاستفادة من الوقت وإنجاز المهمة المطلوبة من قبل الدفاع المدني، أشار اللواء الغامدي إلى ضرورة تعاون قائدي المركبات في الشوارع والطرق مع سيارات الدفاع المدني، لتسهيل مهمتها وإفساح المجال أمامها للوصول إلى الموقع المقصود في الوقت المناسب، حاثا المواطنين على سرعة الإبلاغ عن أي حادثة، واستغلال الوقت في ذلك حتى يتسنى للدفاع المدني الاستفادة من كل دقيقة أو ثانية قد تكون حاسمة في إنقاذ الموقف.