يدرس أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" موعد إنهاء العملية العسكرية في ليبيا بعد تطويق قوات معمر القذافي التي باتت خارج نطاق المقاتلات الغربية. وذكر مسؤولون أن القوات الموالية للزعيم السابق باتت محاصرة في سرت وبني وليد وهي تحتمي بين السكان مما يجعل غارات الحلف أقل فاعلية ويزيد من مخاطر سقوط ضحايا بين المدنيين. وقال مسؤول غربي إن "القوة الجوية ليست بالضرورة الأداة المناسبة لمواجهة مثل هذه التهديدات". ولم تعد قوات القذافي بعد إن كانت تجوب البلاد على متن دبابات وشاحنات، هدفا طبيعيا لمقاتلات حلف الأطلسي لأنها تختبئ في أماكن مأهولة. وقال المسؤول "ليس من الممكن ضرب هدف لا يمكن رؤيته"، مضيفا أنه "من غير الممكن استهداف قناص على سطح أحد الأبنية بغارة جوية". وتراجعت وتيرة غارات الحلف بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، مع تسجيل غارة واحدة الثلاثاء الماضي بعد أن كان المعدل يتراوح بين 15 و20 غارة في اليوم في مطلع النزاع، بحسب مسؤولين من الحلف الأطلسي. ويتباحث وزراء دفاع الحلف المجتمعون في بروكسل في شروط وموعد إنهاء الحملة المستمرة منذ ستة أشهر التي يعود إليها الفضل في قلب موازين القوى لصالح المعارضة وإرغام القذافي على الفرار. وعرض القائد الأعلى للقوات الحليفة الأدميرال جيمس ستافريدس تقييمه للحرب الجوية بينما أعلن الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسن أن "التقدم الذي حققته الحملة يبعث على الأمل". وقال إن قرار وقف العلميات يمكن أن يؤثر على قدرة قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي على الحفاظ على الأمن وليس على مصير القذافي. وتابع أن "إنهاء العملية ليس رهنا بالقذافي"، مضيفا "سنقيم الوضع الأمني بدقة وطبعا سنأخذ في الاعتبار قدرة المجلس الانتقالي على ضمان أمن السكان المدنيين". واعتبر المسؤولون أن على الحلف أن يتخذ قرارا سياسيا يوازن بين الحاجة لتفادي شن هجمات على المدنيين وضرورة عدم إعطاء انطباع بأنه يتدخل في الشؤون الداخلية. وصرح مسؤول رفيع في الحلف "سيكون قرارا سياسيا يشارك فيه الحلف الأطلسي والمجلس الوطني الانتقالي كما يجب أن يكون هناك إجماع عام بأن الوقت حان". وتابع أن "الخطر الأكبر يكمن في أن نوقف العملية لتقع مجزرة في اليوم التالي ونكون بذلك قد فشلنا". وعلى الصعيد الميداني تدور معارك عنيفة في سرت حيث تحاول قوات القذافي فك الحصار الذي يفرضه عليها الثوار منذ منتصف الشهر الماضي. وتمكن المقاتلون أمس من صد تقدم قوات القذافي على جبهة شمال شرق المدينة حيث شن أنصار النظام السابق هجوما مضادا ليل أول من أمس تمكنوا إثره من التقدم بضع مئات الأمتار. وتقدم مقاتلو المجلس الانتقالي بنحو كلم في اتجاه وسط المدينة ودخلوا راجلين في الأزقة بين منازل المنطقة حيث خاضوا حرب شوارع مع قوات القذافي رغم إطلاق الصواريخ ورصاص القناصة. وشن الثوار أمس هجوما مضادا ودخلت عشرات السيارات المسلحة داخل منطقة المعارك وسط المدينة. ودارت معارك بالأسلحة الخفيفة على الطريق المؤدي إلى فندق على الطريق الساحلي شمال شرق المدينة الذي تسيطر عليه قوات الثوار منذ أسبوع.