واصل الثوار محاولتهم السيطرة على سرت وبني وليد، في وقت أعلن فيه الهلال الأحمر الليبي وجود أكثر من 50 ألف نازح بسبب المعارك في هاتين المدينتين، وسط انتقادات توجه إلى السلطات الجديدة بسبب طريقة تعاملها مع السجناء. ويواجه الثوار مقاومة عنيفة في سرت وبني وليد، تستمد زخمها خصوصا من عامل القبلية الذي يطبع عادات سكان هاتين المدينتين. وقال مسؤول ليبي سابق كبير إن "أهل سرت وبني وليد من البدو، وعندما تتفاوض معهم يجب أن تراعي هذه الخصوصية، وأن تحفظ لهم كرامتهم كرجال أمام قبائلهم وعوائلهم". وأضاف أن "الاستفزاز الذي خلقه الثوار ولغة الغرور والتعالي في المفاوضات مع السكان أخرت سيطرة المقاتلين على المدينتين". وتسكن سرت قبيلة القذاذفة التي ينتمي لها معمر القذافي، فيما تنحدر بعض أمهات القذاذفة من قبيلة ورفلة التي لطالما تمتعت بنفوذ كبير أثناء حكم القذافي في بني وليد خصوصا. وأبلغ قائد ميداني في بني وليد أن "الثوار تقدموا اليوم نحو المدينة مجددا، إلا أنهم وجدوا أمامهم عائلات تستخدمها القوات الموالية للقذافي دروعا بشرية ما دفعهم إلى التراجع". وأضاف أن "قوات القذافي تطلق صواريخ جراد في كل صوب وبشكل عشوائي، ونحن نرفض تعريض المدنيين للخطر"، مشيرا إلى أن "قتيلين في صفوف الثوار سقطا أول من أمس جراء القصف العنيف على مواقعنا". ورغم مرور ثلاثة أسابيع على بدء المعارك للسيطرة على بني وليد إثر فشل المفاوضات لتسليمها، لا يزال الثوار يواجهون مقاومة عنيفة من قبل قوات القذافي أدت إلى سقوط أكثر من 40 من مقاتلي المجلس الانتقالي بحسب مصادر طبية. وفي سرت تحاصر نحو مئة آلية عسكرية تابعة للثوار مركزا للمؤتمرات في المدينة سبق أن استضاف قمما رئاسية بينها القمة الأفريقية. ويأتي ذلك بعد يوم من اضطرار المقاتلين للانسحاب إلى حدود سرت، حيث منعهم القناصة الموالون للزعيم المخلوع من إحراز تقدم رغم مضي أسبوعين على بدء الهجوم. وتسيطر قوات المجلس الوطني الانتقالي على المرفأ والمطار لكنها لم تتمكن من السيطرة بصورة دائمة على بقية أنحاء المدينة. وفي هذا الوقت، نفى قادة عسكريون اعتقال موسى إبراهيم المتحدث باسم نظام القذافي، مؤكدين أن من اعتقل هم أفراد من عائلته فحسب. إلى ذلك تعرضت السلطات الليبية الجديدة إلى انتقاد من قبل منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي دعت المجلس الوطني الانتقالي إلى منع الجماعات المسلحة من ممارسة "الاعتقال التعسفي" و"تعذيب السجناء". وقالت المنظمة: إنها قامت بزيارات إلى 20 مركز اعتقال في طرابلس وتحدثت مع 53 موقوفا. وأوضحت في بيان أن "الموقوفين تحدثوا عن سوء معاملة في ستة مراكز اعتقال يشمل الضرب واستخدام الكهرباء، وكشف بعضهم عن آثار تعذيب تدعم ادعاءاتهم، علما بأن أحدا منهم لم يمثل أمام قاض".