قال الثوار الليبيون امس، إن إعلان تحرير مدينة سبها نهائياً من كتائب العقيد معمّر القذافي والموالين له، سيتم خلال ساعات مقبلة، ونفوا الأنباء التي تحدّثت عن وجود القذافي في المدينة. وقال مصدر من ثوار سبها، إن الثوار باتوا يسيطرون على أكثر من 85 % من أحياء سبها التي أصبحت أعلام الاستقلال ترفرف فيها، لافتاً الى أن الإعلان عن تحرير سبها نهائياً من كتائب القذافي والموالين له، سيتم خلال ساعات مقبلة. ونفى المصدر ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وجود العقيد القذافي في أحد أحياء المدينة، وقال إن "القذافي غير موجود بالمدينة، وهو يعرف مسبقاً أن سكان سبها انضموا لثورة 17 فبراير منذ انطلاقتها". وقال "كل ما نعرفه عن القذافي بأنه مجرم حرب وطريد العدالة في ليبيا والعالم"، وأضاف "بعد تحرير سبها بالكامل سنراقب كل المخارج المؤدية إلى حدود بلادنا الجنوبية، ولن نترك فرصة للقبض عليه مع أتباعه وأفراد عائلته". وأعلن الثوار سيطرتهم الكاملة على مقر وزارة الدفاع في مدينة هون جنوب ليبيا، والتي كان يرأسها الفريق أبوبكر يونس جابر أحد اعضاء قيادة الثورة الليبية التي قادها العقيد معمر القذافي في العام 1969. وذكرت مصادر اللجنة الإعلامية لثوار هون امس أن كتائب القذافي وكبار أركان النظام السابق الذين كانوا متواجدين بمقر الوزارة، فروا إلى مدينة سوكنة المجاورة والتي تمثل إحدى المدن ال 3 في واحة الجفرة 600 كيلو متر جنوب ليبيا. يشار إلى أن مدينة زلة إحدى المدن الثلاث كانت سقطت في أيدي الثوار خلال الأيام الماضية. وكانت الأنباء تحدثت خلال اليومين الماضيين عن إصدار الفريق يونس جابر تعليماته لجميع الوحدات والكتائب التي تخضع لأوامره بإلقاء السلاح وتمكين الثوار من دخول واحة الجفرة بجميع مدنها. يذكر أن العقيد القذافي حوّل واحة الجفرة منذ سنوات إلى مركز لقيادة أركانه ونقل وزارة الدفاع التي يطلق عليها " اللجنة المؤقتة للدفاع " إلى مدينة هون. وكان الثوار الليبيون أعلنوا الاثنين عن تقدم سريع لقواتهم باتجاه مدينة سبها احدى معاقل قبيلة القذاذفة التي ينحدر منها العقيد معمر القذافي، واستولوا بكل سهولة على مطار المدينة وقلعتها وكتيبة فارس وأهم شوارعها الرئيسية. في اتجاه آخر تراجع الثوار امس في المعركة التي يخوضونها للسيطرة على مدينة بني وليد، احد آخر معاقل القذافي، بعد يوم من معارك ضارية مع قوات موالية للعقيد الليبي الفار. وانسحبت معظم سيارات مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي التي كانت تجوب الخطوط الامامية للجبهة على بعد حوالي ستة كليومترات من وسط المدينة (170 كلم جنوب شرق طرابلس) الى منطقة تبعد حوالي 20 كلم عن بني وليد. ومنع المقاتلون الصحافيين من التقدم نحو بني وليد بعدما كانوا يتمركزون فيها خلال الايام الماضية. وقال احد المشرفين على الحاجز الاخير الذي يسمح للصحافيين بالتمركز عنده "اذا تقدمتم ستقتلون، ونحن لا نضمن سلامتكم". ودارت معارك طاحنة الاثنين في مدينة بني وليد بعدما دخلتها اعداد كبيرة من الثوار صباحا، قبل ان تعود وتنسحب بعد الظهر فيما تحدث غالبية عناصرها عن مقاومة عنيفة يلقونها داخل المدينة. وبات مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي يواجهون صعوبات متزايدة بينها غياب التنسيق والقيادة خلال محاولاتهم السيطرة على بني وليد. وبعد اكثر من اسبوع على انطلاق هجمات الثوار المبتهجين بسيطرتهم على العاصمة الليبية، باتجاه بني وليد اثر فشل مفاوضات لدخولها بشكل سلمي، لم يحرز هؤلاء سوى تقدم بسيط واصبحوا يتكبدون خسائر بشرية بشكل يومي. ويواجه الثوار المدججون بالاسلحة الخفيفة والثقيلة مقاومة عنيفة من قبل مقاتلين موالين للقذافي في المدينة، تشمل القنص والقصف بالصواريخ والقنابل العنقودية. ويتحدث العديد من المقاتلين عن تململ في اوساط الثوار جراء "خيانات" يتعرضون لها من قبل زملاء لهم، ينتمي معظهم الى بني وليد نفسها.