حضر "المسنون" وغيّب النوم "الشباب" في ساعات الاقتراع الأولى لانتخاب أعضاء المجالس البلديّة في الرياض أمس، وسط تنظيم وصفه أحد المراقبين للانتخابات بالجيّد، خلال الفترة الصباحيّة التي يوجد فيها داخل المراكز المشرف عليها. وحضرت "الوطن" في عدد من مراكز الاقتراع، من بينها مركز الأمير سلمان الاجتماعي، قبل فتح أبواب المركز الساعة الثامنة صباحًا، حيث خصص بهو المركز لاستقبال الناخبين. وسبق دخول الموظفين تقديم القهوة العربية والتمر والمشروبات الباردة والساخنة لهم، وما أن دلفوا للبهو الذي خصص، حتى وجدوا مسارين، يوجد في كل مسار موظفان اثنان، يستقبل الأول المرشح، ويطابق بياناته من واقع السجلات، ويطلب منه التوقيع أمام اسمه في الكشوفات الانتخابية، بينما يوجهه للموظف الآخر الذي يقدّم له استمارة الاقتراع، ويشرح له آلية الترشيح، قبل أن يتوجه بها خلف "ساتر" لضمان السريّة، حتى يختار مرشحه عبر التأشير أمام اسمه في الاستمارة بعلامة "صح"، ويضع الاستمارة في صندوق زجاجي يقع وسط البهو، قبيل أن يغادر من بوابة خصصت لهذا الغرض، وكل هذه العمليّة لا تستغرق أكثر من ثلاث دقائق . وبجوار الموظفين الذين يستقبلون الناخبين، يوجد رئيس المركز الانتخابي وعدد من المراقبين للانتخابات، في مقابل ذلك خصصت مقاعد مجاورة للمراقبين وللمرشحين ووكلائهم والإعلاميين، مفصولة بشريط حاجز كنوع من التنظيم وعدم تداخل المجموعات. وتمنع التعليمات المشدّدة استخدام الهاتف داخل البهو، وهو ما التزم به الكثير من الناخبين والمرشحين الذين يتجاوبون مع التعليمات المعطاة لهم. وخلال ساعتين ونصف امضتها "الوطن" في المركز، بدأ الاقتراع بشكل سلس، وسط حضور ضعيف، حيث لم يتجاوز عدد المقترعين 15 ناخبًا خلال هذه الفترة، ولوحظ دقة في الإجراءات وسريّة تامة في الاختيار، دون ملاحظة أي مخالفات تذكر، وهو ما يؤكده أحد المراقبين على الانتخابات المهندس فهد الودعاني الذي قال :"إننا كمراقبين نحمل استمارات لرصد سير العملية التي تبدأ باستقبال الناخب ببطاقة الهوية الوطنيّة، إضافة ل39 بندًا، تجرى متابعتها من كل مراقب وتقييمها أثناء الانتخاب، وأثناء الفرز هناك سبعة بنود، يُتأكد من سيرها بالشكل النظامي"، لافتًا إلى أنه لم يسجّل أي مخالفات تذكر في الساعات الأولى التي حضر فيها، باستثناء عدم اعتماد أحد المراكز على الهوية الوطنية للناخب واكتفائه ببطاقة ناخب، وعلى ضوء ذلك وجهوا بالالتزام بالتنظيم المحدّد. وقال رئيس المركز الانتخابي رقم 24 بثانوية القدس محمد بن علي بن سلطان إنه مع بدء الاقتراع وجد حضوراً جيداً في الفترة الصباحية، زاد العدد مع مرور الوقت قياساً بكون أمس يوم خميس، وهو عطلة رسميّة، عادة ما ينام الكثير من المواطنين خلال الساعات الأولى". وعن أبرز المخالفات التي رصدها مركزه، قال سلطان "الجميع ملتزم بالتعليمات، وعلى درجة كبيرة من الوعي، وتعاونا مع الموظفين في إنجاح عملية الاقتراع". إلى ذلك , أكد أول ناخب في مركز الأمير سلمان الاجتماعي المواطن عبدالعزيز إبراهيم القاسم الذي أنهى الاقتراع في ثلاث الدقائق الأولى، إنه حرص على الحضور مبكراً للمشاركة في هذه التجربة الوطنية المهمة، التي تساعد في بناء الوطن والرقي بالخدمات المقدّمة للمواطنين. وبسؤاله عن المعايير التي انتخب مرشحه من خلالها قال القاسم "رغم حداثة التجربة ونقص الخبرة للكثير من المرشحين وعدم وضوح رؤيتهم، إلا أنه اختار مرشحه الوحيد بناءً على معايير منها نشاطه واجتهاده، وكذلك "من يتوسّم" فيه الخير"، فيما اكتفى ناخب آخر فضل عدم ذكر اسمه بضحكة عريضة وقال رشحته "فزعة" لا أكثر.