كشفت دراسة بحثية أجراها رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور مهدي القحطاني، عن زيادة نسبة العائدين إلى الإدمان بعد التعافي إلى 60% بين فئة الشباب والمراهقين. وأوضح القحطاني خلال مشاركته أمس، في فعاليات المؤتمر الطبي الأول للإدمان، الذي ينظمه مستشفى الأمل بجدة تحت عنوان "علاج الإدمان.. منظور معاصر"، أن البطالة والفقر وعدم اقتناع المتعاطين بجدوى العلاج هي السبب خلف تراجع نسب الشفاء. وأضاف أن بعض المعالجين يعتقدون خطأً أن مرضهم يعد مزمناً ولا يرجى شفاؤهم منه، لافتاً إلى أن انخراط بعضهم في بيئات تسمح لهم بالاختلاط مع المدمنين مرة أخرى مما يساعدهم على العودة لتعاطي المخدرات، محذراً من سلوكيات بعض الأسر التي تعتبر تعاطي أحد أفرادها وصمة عار لها، مؤكداً أن تلك النظرة تدفع بالمدمن للاستمرار في طريقه. من ناحيته، أكد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر سليمان بن حميد الزايدي أن المؤتمر يهدف إلى تلقيح الخبرات ودمجها لخدمة المجتمع، مشيراً إلى حرص اللجنة المنظمة على جمع أكبر عدد من الخبراء والاستشاريين وتوحيد الجهود للخروج بمستوى أعلى للخدمة العلاجية للمتعاطين والمتعاطيات، لافتاً إلى حضور أكثر من 400 من المختصين والمهتمين للخروج ببرنامج حديث لعلاج الإدمان. من جهته، أوضح نائب رئيس اللجنة المنظمة واستشاري الطب النفسي بمستشفى الأمل بجدة الدكتور جلال السيف، أن المملكة مستهدفة من قبل مروجي المخدرات في الخارج، لافتاً إلى اتباعهم طرقاً مختلفة لإدخال كميات كبيرة من المخدرات، مرجعاً ذلك إلى ما تتمتع به البلاد من الرخاء الاقتصادي. وأشار إلى أن المروجين يسلكون طرقاً عدة لزيادة نسبة المتعاطين من المراهقين، مشيراً إلى خلطهم الحبوب المنشطة بمواد تتسبب في تدمير الدماغ، بحيث يصبح المتعاطي الجديد مدمناً في فترة قليلة، مؤكداً أن هذه الطريقة تدفع بهم إلى الإقدام على الانتحار. وطالب الأهالي بضرورة رعاية أبنائهم، وملاحظة أي تغير على سلوكهم أولاً بأول، مشيراً إلى أن تدني مستوى الدراسة يعد من الملاحظات الهامة التي يجب الانتباه إليها، فضلاً عن إهمال المظهر واللجوء إلى الكذب في كثير من الأحيان والنوم الكثير. من جانبه، طرح مدير مستشفى الأمل بالدمام الدكتور محمد الزهراني ورقة عمل شرح فيها واقع علاج الإدمان في المملكة واصفاً إياه بالضعيف، رغم الخبرات المتقدمة التي تُمارس في علاج المتعاطين. يذكر أن دراسة أخرى أجراها استشاري الطب النفسي رئيس قسم الطب النفسي بمستشفى الأمل بجدة الدكتور أسامة بدر أثبتت أنه من الصعب إنشاء أنماط لمتغيرات التعاطي لدي المراهقين والشباب، وذلك وفقاً لما أظهرته استعراضات علاج هذه الفئة من نتائج وعوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية.