نحن المبتعثين لا نُنْكر أبداً ولا ننسى دوماً الزيادات المالية التي خصتنا بها حكومتنا الرشيدة، ولكن لا نستطيع أيضاً أن نخفي ما يلم بنا ويشتت تفكيرنا ويشغل الحيز الكبير من تركيزنا في دراستنا، الأمر الذي يؤرق منامنا، خصوصاً أن الأسعار هنا في بريطانيا في زيادة مستمرة. ونحن الآن في مهمة لا ينفع الندم عليها أو التقاعس عنها، فلن نكون إلا عند حسن الظن فينا، ولا نرى سوى النجاح يلوح أمامنا. المشكلة لا تخص طالبا أو اثنين ولكن تمس الكثير منا، وليست هي مشكلة شهرأو شهرين لتحلها مكافأة شهر زيادة، ولكن المسألة هنا متراكمة بدأت منذ بُشرى القبول بالابتعاث والتي تبعتها ديون الغرض منها بدء حياة جديدة من الصفر، لا بل لتمتد لتصبح المسألة من بعدها مسألة سكن يُلزِمنا بدفع إيجار شهري يُعتبر مرتفعا جدا بالنسبة لمقدار ما يصرف لنا من مكافأة، والذي نجبر على دفعه في يوم محدد، لمدة تمتد لعدة أعوام. البرد قارس يحتل معظم شهور السنة، والأمرالمترتب عليه زيادة في فاتورة الكهرباء والماء والغاز والتي هي مرهقة جدا ولابد من تسديدها هي الأخرى في يوم محدد من كل شهر. ولا تقتصرعلى هذا بل تمتد إلى المواصلات فقيادة السيارة وحدها تحتاج إلى ضريبة طريق وتأمين على المركبة، هذا إلى جانب ارتفاع متواصل في سعر البنزين لا يرحم ولا يكتفي بتحريك المحرك بل يمتد لحرق جزء كبير من مكافأتنا. والمسألة عند بعضنا بل العديد منا تزيد بعائلة "زوجة وأطفال فهم كمرافقين مكافآتهم بالكاد تسد احتياجاتهم في حين الأطفال الرُضَّع يحتاجون حضانات ذات رسوم مرتفعة التكاليف وهي ليست متوفرة بالمجان لمثل أعمارهم، وهي ضرورية لتقوم برعاية هذه الفئة من الأطفال حال دراسة والديهم " . نحن الطلاب المبتعثين في المملكة المتحدة نطالب بالوقوف على حالنا وحل أمرنا هذا جذرياً. ونقترح هنا صرف بدلات مستمرة تخص السكن والمواصلات والغلاء، ومساواة المرافقين بنا مادياً كمبتعثين، فهم أنصافنا في المعيشة هنا في غربتنا، وهم رفاق دربنا. فهم ليس إلا الأب والأخ والابن والزوج والزوجة ولكلٍ متطلباته واحتياجاته الخاصة.