تنظم مؤسسة الفكر العربي المعاصر مهرجانا للغة العربية في شارع الحمرا في بيروت في 26 الشهر الجاري وذلك بالتعاون مع جمعية " فعل أمر" هو الأول من نوعه على مستوى لبنان والمنطقة العربية. ويتضمن المهرجان الذي يمتد ليوم كامل سلسلة أنشطة وفعاليات مخصصة للأطفال والناشئة ومعارض كتب وعروضا خاصة بالخط العربي وفعاليات مسرحية وغنائية وموسيقية، كما ستعرض أفلام فيديو وتقدم عروض بصرية ومعارض صور فوتوجرافية إضافة إلى فنون تشكيلية ورقص معاصر وعروض الحكواتي والشعر والأدب. ويشارك في المهرجان حوالي 150 فنانا ومبدعا في مختلف الميادين الثقافية والإبداعية. وقال أمين عام مؤسسة فكر الدكتور سليمان عبد المنعم ل"الوطن" إن لمهرجان اللغة العربية مغزى ورؤية وخطة عمل، المغزى هو أن تستعيد اللغة العربية اعتزازها وثقتها وزهوها واستعمالها وألقها، أما الرؤية فهي أن نضع قضية الاهتمام بالعربية في قلب أي مشروع نهضوي، مشيرا إلى أهمية الانطلاق من أنه ليس صحيحا أن استخدام العربية كلغة تعليم يمكن أن يحول دون مواكبة العصر وملاحقة التقدم العلمي. وعن خطة العمل المنشودة قال عبد المنعم إنها تبدأ من إصلاح الواقع اللغوي من خلال عمل دؤوب وجسور على الصعد التعليمية والإعلامية والبحثية بل وحتى القانونية. من جانبها قالت نائب الأمين العام لمؤسسة الفكر الدكتورة منيرة الناهد: إن المهرجان يحتوي على 12 مكونا في إطار مشروع كبير يهدف إلى تغيير اتجاهات الناشئة والأطفال نحو استخدام اللغة العربية ويسعى إلى إظهار اللغة العربية كلغة عصرية تفي باحتياجات الشباب في القرن الواحد والعشرين. وأضافت : لأنها مهمة صعبة ومرتبطة بعمل متواصل وطويل المدى فإننا نسعى ونخطو خطوات صغيرة على المستوى الشعبي والجماهيري. نحن نرى أن العمل الأساسي هو في التربية والتعليم، لذلك فإن مشروعنا تربوي في صلبه، ثقافي في مضمونه ونهضوي في رؤيته. وأقصد بالتربية والتعليم أننا سننزل إلى مستوى المدرسة العربية ونجمع بين جهود المؤسسات على كافة مستوياتها الرسمية والخاص وغير الحكومية لنتعاون لتغيير طرق تدريس اللغة العربية. وحول استمتاع طالب العربية بتعلم اللغات الأجنبية أكثر مما يستمتع بتعلم لغته الأم، رأت الناهد أن سبب ذلك يرجع لأن اللغة الأم تعلم بطريقة كلاسيكية لا تنمي متعة القراءة ومهارات التفكير والتحليل والتعبير عن الذات. كل هذه العناصر هامة جدا لكي تجعل من الطالب مواطنا متعلما مدى الحياة في المستقبل. مشروعنا في أصله يركز على تطوير وسائل وآليات وأدوات تعلم اللغة العربية في المدرسة؟ ونحن نقوم بمبادرة تحفيزية لتغيير اتجاه الناشئة وجعلهم يحتفلون بلغتهم الأم، وسنعرض خلال المهرجان 2600 كتابا للأطفال ليتمكن الأطفال من الاطلاع عليها في الشارع. كما أن المشروع سيكون سنويا وينتقل من عاصمة عربية إلى أخرى، وتريد مؤسسة الفكر تحفيز الآخرين لإقامة مهرجانات مماثلة، وستتواصل مؤسسة الفكر مع المستهدفين من الناشئة وتطرح لهم اللغة العربية كلغة تفكير واستمتاع وتعبير عن الذات. وتوسع شبكة الشركاء والمتعاونين لخدمة المشروع العربي المتكامل. وبررت اختيار بيروت بقولها : نسعى دائما لأن يكون لبنان منطلق فعالياتنا باعتباره مقر مؤسسة الفكر. وأؤكد هنا أنه بالنسبة إلى قضية اللغة العربية لدينا نقيضان في لبنان، أولا هناك أفضل المتخصصين في اللغة العربية وعدد كبير من المهتمين والمثقفين، ثانيا هو أن الشعب اللبناني ابتعد عن اللغة العربية لأسباب متعددة يعرفها الجميع. لذلك تقاطعت اهتماماتنا مع اهتمامات جمعية محلية (فعل أمر) وتعاونا في وضع رؤية المهرجان.