تمكنت الأكاديمية السعودية صفاء ناصر، التي تشغل حاليا منصب معيدة في جامعة الملك عبدالعزيز، من جذب انتباه الأميرات وسيدات المجتمع وزوجات القناصل وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في جدة أول من أمس، أثناء حضورهن ملتقى "هيئة الإغاثة العالمية للتعريف بدورها الإنساني"، وذلك من خلال سردها لقصة كفاحها وإخوتها بعد رحيل أبيهم عنهم. وقالت مخاطبة الحضور، إن أمها التي ترملت في سن مبكرة تمكنت من إيصالها وإخوتها إلى بر الأمان، لافتة إلى أنها تلقت دعماً من برنامج "تكافل" للتدريب وتأهيل الأيتام والأرامل والمطلقات. وأفادت بأنها استطاعت أن تنبغ وتتفوق في دراستها، حتى حصلت على منحة من جامعة الملك عبدالعزيز لدراسة الماجستير في المملكة المتحدة، موضحة أنها أنهتها بتفوق ورجعت لتحصل على وظيفة معيدة في الجامعة، مبينة أنها تكمل حاليا دراسة الدكتوراه. وفاجأت صفاء ناصر الحضور بأنها لم تكن الوحيدة المتفوقة، في تلك الأسرة التي ذاقت طعم اليتم، بل نبغ إخوتها جميعا، حيث تدرس أختها الماجستير في تخصص الرياضيات بجامعة واشنطن. وأكدت أن الفرص تدفع اليتيم إلى التميز، مضيفة: "اليتيم لن يظهر التميز إلا إن وجد اليد الحانية والقوة الداعمة التي تحتويه، والتي تحرك مكامن الإبداع". وزادت إبهار الحضور، حينما كشفت أن أخاها مبتعث في كندا في إحدى الكليات التقنية، كما توجد لها أخت أخرى على وشك التخرج من كلية الطب، فيما لا تزال أختان تدرسان في المرحلة الثانوية، مؤكدة أنهم يواصلون كفاحهم حتى يصلوا إلى بر الأمان ويكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع. من جهتها، أوضحت رئيسة اللجنة النسائية لهيئة الإغاثة العالمية بجدة أمجاد محمود رضا، أن مشروع تكافل للتدريب والتأهيل بدأ بقميص "T-shirt" تي شيرت تم توزيعها خلال لقاء الكافلات بالأيتام يحمل اسم المشروع وتتخلله عبارات محفزة لكفالة الأيتام والأعمال الخيرية. وأضافت أنه توج بتخريج مئة أرملة ويتيمة في أقل من عام، مشيرة إلى أن المشروع يعنى بتدريب وتأهيل الأرامل والمطلقات واليتيمات في الأسر التي يرعاها مكتب اللجنة النسائية بالهيئة في جدة، بهدف تحسين وضعهن المعيشي وتطوير مهاراتهن بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل في المجتمع. قصة صفاء وإخوتها لم تكن الفقرة الوحيدة التي أثارت إعجاب الحضور، فقد أذهلت إحدى متحدثات الملتقى وهي العالمة السعودية حياة سندي الحضور من خلال كشفها عن طرح مشروعها الاجتماعي العلمي قريبا، مؤكدة أن المجتمع بحاجة إلى تنويع الاقتصاد وتحفيز بيئة صحية لاستثمار الشباب. وأشارت إلى إطلاقها مؤسسة غير حكومية تهتم بإيجاد بيئة مناسبة لإبداع الشباب في العلوم والتكنولوجيا في الشرق الأوسط، واعتبرتها الأولى في الشرق الأوسط، حيث ستركز على العلوم والاحتياجات الاجتماعية للوطن، ورؤيتها في إيصال الشباب إلى القادة العالميين. من جهته، أكد الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية، الدكتور عدنان خليل باشا دعم المرأة السعودية للأعمال الخيرية، مشيرا إلى وجودها الملحوظ في كل البرامج الخيرية، لافتا إلى إسهاماتها المميزة في بناء المساجد وبرامج الإغاثة العاجلة، وكذلك في المشاريع الموجهة في الداخل. وأشار في كلمته التي ألقتها نيابة عنه أمس رئيسة مكتب اللجنة النسائية بجدة أمجاد محمود رضا إلى أن اللجان النسائية بالهيئة حققت نجاحات باهرة على كل المستويات، لافتا إلى أن أبرز النجاحات هو ما حققته اليتيمات اللاتي رعتهن اللجان النسائية بالهيئة، مفيدا بأن عدد اللجان النسائية وصل إلى 11 لجنة تقدم خدماتها للمحتاجين والفقراء في العالم الإسلامي كافة. وذكر باشا أن مشروع "تكافل" الخيري لتدريب وتأهيل الأيتام والأرامل والمطلقات والمهجورات والأسر الفقيرة بجدة، وجد منذ انطلاقته الأولى العام الماضي إقبالا كبيرا من السيدات السعوديات الداعمات للعمل الخيري.